جرت الحكاية على ألسنة الناس في لمح البصر.. تشبه القصص السينمائية ذات الإخراج العبقري الذي يصور المطاردات في الشوارع والمشاهدين يحبسون أنفاسهم.. وتتحفز أعصابهم.. وتتسع أحداقهم وتتكهرب نظراتهم جراء التفاصيل المثيرة، حيث تقول الحكاية السعودية.. انطلقت سيارة على الطريق بسرعة مذهلة بعد أن عجز قائدها عن السيطرة على زمامها الفالت! وبين الرياض وحفر الباطن وعلى الطريق الطويل كاد السائق يلقى حتفه لولا عناية الله التي ألهمته بالاستغاثة يطلب فيها نجدة أمن الطرق الذين لم يخيبوا له رجاء، ولم تذكر الحكاية ساعة وصول النجدة بالضبط، إنما ذكرت أن فرقة الأمن اتجهت للطريق الذي أصبح مسرحا للجريمة بعد انطلاق السيارة عليه بما يفوق «200» كم في الساعة! حينئذ لم يجد كبيرهم.. أي كبير فرقة الأمن المنطلقة وراء السيارة المسرعة سوى حل واحد أن يطلق ثلاث رصاصات حية على الزجاج الخلفي للسيارة ثم حدثت المعجزة.. توقفت السيارة في الحال!! فعلى ما يبدو أنها سيارة متربية وتخاف.. أذعنت للرصاص وتوقفت!! وبذلك نجا قائد المركبة وضارب الرصاص والسيارة والطريق والآخرون! قسماً بالله أي مشهد سينمائي مثير لن يكون أكثر إثارة من هذا المشهد!! ولم تكتمل الحكاية بعد.. إليكم الفصل الثاني.. حيث أعلنت الوكالة عدم وجود خلل في مثبت السرعة وأنه بريء من السرعة الجنونية التي أذهلت الجميع وأرعبت الطريق! وتعلق السؤال وصار معضلة إذا لم يكن في السيارة عطل لماذا انطلقت كالمجنونة؟! هل أصيبت بجنون البقر؟! هل يسكنها «جني» والعياذ بالله فنحن قوم مغرمون بهذه الأعذار والأسباب و«الجن» لا يتوانون عن السكن داخل إنسان فهل تعجزهم سيارات؟! الغريب أنها ليست حادثة أولى وأخيرة بل تكررت أكثر من مرة! وكل مرة تنفض الوكالة يدها والجهة المصنعة وكل الذين يرجع إليهم انتماء السيارة فمن المسؤول إذاً؟! ثم يأتي الفصل الثالث بغرائبه العجيبة.. اللجنة المختصة تحكم وتفصل الأمر وتقول علنا.. مثبت السرعة بريء! وإطلاق الرصاص لا يوقف سيارة منطلقة! ولا يمكن أن يحدث ذلك! إذاً يا جماعة الخير.. ماذا جرى؟ وكيف جرى؟!.. ألم أقل لكم فيلم سينمائي لا يحدث غير عندنا! هذه الطريقة في التعامل مع وعي الجمهور تدل على عدم المبالاة بقيمة الإنسان روحاً وعقلا وجسدا! كان ينبغي الوقوف بحزم وإيضاح الأمر بصورة تحترم وعي المجتمع، أما الجانب المضحك في الحكاية وفق مقولة شر البلية ما يضحك أن حماية المستهلك تركت كل همومنا وتصدرت في هذه الحادثة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة