النظام البرلماني نوع من أنظمة الحكم ينقسم بين هيئتين: إحداهما الحكومة أو مجلس الوزراء ،وثانيهما البرلمان الذي يتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب مباشرة ومنه تنبثق الحكومة . وفي إطار هذا النظام يجوز للبرلمان سحب الثقة عن الحكومة، كما يجوز للحكومة حل البرلمان، ويعتمد النظام البرلماني على التعاون والتوازن بين السلطات . تعود نشأة النظام البرلماني حيث مهده الأول بريطانيا، وقد تحددت أسسه وخصائصه ومميزاته فيها، ومر النظام البرلماني بمراحل تطور عديدة قبل أن يستقر على الشكل الذي هو عليه اليوم، وكذلك الحال بالنسبة للدول التي اقتبست النظام البرلماني فنرى تفاوتا واضحا في تطبيقات هذا النموذج . يقوم النظام البرلماني على مجموعة من الأسس والمتطلبات التي يتميز بها عن غيره من الأنظمة السياسية الأخرى، ومنها وجود ثنائية الجهاز التنفيذي والتعاون والتوازن ما بين السلطات،إضافة إلى وجود نوع من الصرامة الحزبية أو الانضباط الحزبي. وعلى مستوى العالم العربي يعتبر المؤتمر السوري هو أول برلمان عربي شهدته المنطقة العربية ويعود تاريخه إلى عام (1919) . نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق الرئيس إيلي الفرزلي رأى في حديث خاص ل «عكاظ» أن المهمة الأولى لأي برلمان في العالم هي انتزاع الصراعات والاختلافات من الشارع ووضعها على طاولة المجلس النيابي، بحيث يتباحث ويختلف ويتحاور الفرقاء تحت قبة المجلس، ولا يكون الصراع في الشارع بالسلاح،لافتا ألى أنها أول خطوة لنشوء البرلمانات في التاريخ . وأشار الفرزلي إلى أن النظام البرلماني زاخر بالإيجابيات، مشيرا إلى أن الثغرة الحقيقية هي عندما يخطىء الرأي العام ولا ينتقي شخصيات يتمتعون بخبرات دستورية تجعل من نظام القيم المحرك الأساسي لهذه الشخصيات، بحيث تصبح البرلمانات وسيلة لخدمة الأشخاص وليس الأشخاص لخدمة العمل البرلماني. لافتا، أن انتظام الحياة السياسية في المجتمع، وانتظام الحياة الاقتصادية ودراسة مصالح الناس ومعرفة التحرك والتوجه الحقيقي للتيارات المختلفة ،لا تتم إلا على المسرح النيابي، وهذه من أولى الإيجابيات لكي تكون باستطاعتك التعرف على المشاكل الحقيقية للمجتمع، وإلا ذهبت مشاكل الناس في أقبية الأجهزة والسلطات، دون أن يطلع عليها الرأي العام أو المسؤول اطلاعا علميا دقيقا. وحول النظام البرلماني العربي قال الفرزلي إن الحياة البرلمانية العربية لا تزال حياة ركيكة، ولا نستطيع أن نراهن عليها، وأن نجعلها محط أنظار المجتمعات ومثالا يحتذى. هي تجربة غير ناجحة حتى تاريخه بالرغم من وجود بعض الظواهر المضيئة التي يجب أن تحترم في ظل هذه الصحراء الكبيرة من اللابرلمانية في العالم العربي، وكل المؤشرات تشير إلى ذلك، ولبنان التي يعتبر من أعرق الدول بالأنظمة البرلمانية العربية لا يزال حتى تاريخه مليئا بالعيوب التي تعتري النظام البرلماني، وأكبر دليل على ذلك أنه في لبنان فشلت البرلمانات المتعاقبة أن تجعل الخلاف بين جدرانها وليس في الشارع خاصة أن نجاح أي برلمان أو نظام هو مدى قدرة المجلس النيابي أن يكون ممثلا حقيقيا للناس بحيث يسحب الصراعات من الشارع إلى جدرانه ،فإذا كان الصراع في الشارع فهو مؤشر على أن البرلمان معطل. موضحا أن البرلمان العربي الأول كان في لبنان منذ عام 26 وهو أول برلمان عربي نشأ في ظل نظام جمهوري ديمقراطي ،لافتا أن البرلمانية السورية انتهت مع الانقلابات العسكرية إضافة إلى برلمان 1960 في الكويت الذي كان مؤشرا إيجابيا وناجحا.