اتفق الخبراء الاقتصاديون العالميون المشاركون في جلسة ريادة الأعمال... «كيف استطاعت الشركات التكيف مع متطلبات العصر؟» في اليوم الأخير من منتدى التنافسية، على أن نجاح الشركات وريادتها مرتبطان بالاستمرار في رعاية المواهب وتحفيز التفكير الإبداعي لدى العاملين، مشيرين إلى أن المخاطرة بقدر محدد ضروري أحياناً للوصول إلى نتائج جيدة. وشدد مايكل ماير مؤسس شركة إيرين على أهمية تحديد الأهداف قبل الانطلاق في أي عمل، مع وضع معايير حقيقية قابلة للتطوير بشكل دائم، وإتاحة المجال أمام التفكير الإبداعي للموظفين بما يسهم في تطوير المنتجات والتناغم مع حاجات السوق المتغيرة باستمرار، مع توقع قدر من المخاطرة. وقال «يجب أن نفكر دائماً في إعادة تصنيع الأفكار، وإفساح المجال أمام الموظفين للإبداع وابتكار أفكار توائم العصر، مع الاهتمام بنقل الخبرة من جيل إلى آخر حتى نحافظ على استمرارية الشركة». وأكد أن السعودية بيئة ملائمة لنمو الأعمال والريادة في مجالات كثيرة، لكن على الشركات فيها الاهتمام بجانب الموهبة والإبداع. من جهته، ركز مؤسس شركة عرب نت عمر كريستيدس، على أهمية تعزيز الجانب الجماعي في التفكير، بما يسهم في إيجاد مجالات عمل جديدة، مستشهداً بما قامت به شركة IBM عندما جمعت 100 موظف فيها من 80 بلداً في جلسة «عصف ذهني» للخروج بأفكار إبداعية تسهم في تعزيز مكانة الشركة في السوق. وأضاف أن محرك البريد الإلكتروني Gmail نتج عن ما أسمته شركة جوجل «20 في المائة من الوقت» المخصص لمهندسيها أسبوعيًا للعمل في مشروعاتهم الخاصة. ولفت إلى أهمية تركيز المدير التنفيذي في أي شركة على صياغة استراتيجيات ناجحة ووضع منصات للتواصل مع الموظفين واكتشاف قدراتهم، مع المرونة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة، مؤكداً أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها قدرة أكبر على المنافسة بشكل ديناميكي في هذا المجال بحكم عدد موظفيها، في حين أن الشركات الكبيرة تعاني من صعوبة تقديم الأفكار للقيادة العليا. أما العميد في كلية إدارة الأعمال في جامعة أكسفورد أندرو وايت، فشدد على ضرورة توفر الإرادة المهنية لدى مخططي السياسات في الشركات والابتعاد على الخلافات، وإفساح المجال أمام حرية التفكير والإبداع. وأشار إلى أن 500 شركة حول العالم كانت تعمل في العام 1997 لم يتبق منها الآن سوى 74 شركة، مرجعا ذلك إلى أنها استجابت لمتطلبات العصر وفكر القائمن عليها بطرق إبداعية أسهمت في نموها واستمراريتها. واعتبر الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة هانوها الكيميائية كي جوون هونغ أن نمو الشركات الكبرى مرتبط بتشجيع الريادة وإتاحة الإمكانات لتسير في الاتجاه الصحيح، لافتاً إلى أن الألماس يعد من أغلى الأحجار الكريمة لكن لا بد من توفر إمكانات لصقله ليكون لامعاً ويباع بسعر عالٍ.