روى الناجيان من الغرق في سواحل دولة قطر تفاصيل أصعب 4 أيام عاشاها وسط الأمواج وبين أنياب أسماك القرش قبل أن يتم انقاذهما بتعاون مشترك بين قوات حرس الحدود في المملكة وقطر. وأبلغ «عكاظ» وليد الصبي أحد الناجين أنه خرج مع صديقه علي المرهون في رحلة صيد في العاشرة من صباح الخميس الماضي إنطلاقا من مرفأ الزوارق في القطيف. وتحرك القارب شرقا إلى موقع مخصص للصيد وبعد عدة ساعات قررا إنهاء رحلتهما والعودة لكن خللا طارئا أعاق رحلة العودة فحاولا بلا طائل إصلاح العطل المفاجئ لكن الأمواج العاتية والرياح العاصفة كانت أقوى من كل محاولاتهما وجرفت التيارات البحرية القارب إلى الأعماق. ويضيف الصبي أنه ورفيقه نجحا بعد ثلاث ساعات من الصراع مع الأمواج في معالجة أمر محرك القارب قبل أن تدهمهما مفاجأة لم تخطر على البال إذ الوقود من خزانة القارب الذي بدأ يترنح وسط البحر فأسلما أمرهما لله في انتظار سفينة عابرة تكتب لهما النجاة من الموت غرقا. وزادت وطأة الحدث عندما انقطعت كل سبل الإتصالات مع صمت هواتفهما.. وبدأ القارب يفقد اتزانه بعدما جرفته الأمواج إلى مكان بعيد. وقال الصبي في إفاداته انه ورفيقه عاشا لحظات الموت أكثر من 60 مرة بعدما نفدت الأطعمة غير أن حسن الحظ وهوج الرياح دفع قاربهما إلى التوغل قرب جزيرة قطرية وعودة خدمة الهاتف النقال إذ نجحا في طلب العون من السلطات القطرية التي بعثت مروحية لإجلائهما من وسط البحر. ويلتقط الناجي الآخر علي المرهون طرف الحديث ويقول ل«عكاظ» ان حياة جديدة كتبت له ولم يشعر بحجم الخطر إلا بعدما تم اجلائه ورفيقه بواسطة المروحية القطرية مشيرا إلى أنه لم ير طوال حياته في البحر أمواجا مثل تلك، إذ وصلت ارتفاعاتها حد الجبال فضلا عن حدة البرد مشيرا إلى أنه كان يرى أضواء من على بعد لكن ارتفاع الامواج منع من في الشاطئ رؤية قاربهما الجانح. وشكر المرهون السفارة السعودية في الدوحة التي قدمت لهم كل عون وخصا بالشكر مسؤول الرعايا السعوديين علي العرجاني الذي ظل يتابع حالتهما أولا بأول.