الأسبوع الماضي تحدثت عن موضوع (العنوسة) وقلت إن العنوسة في بلدنا تعد بالعشرات.. فما بالكم وقد أضحت نسبة الطلاق بالمئات، من واقع الإحصاءات التي تزودنا بها الصحافة، وآخر إحصائية أوردتها إحدى الصحف، بلغت الثلاثة آلاف حالة طلاق بالسنة. ففي حالات الطلاق، لا بد أن هناك خللا في بيئتنا الاجتماعية، فيما يحكمها أو تتحكم بها عادات وتقاليد جامدة وطاردة للتأقلم مع الحياة الزوجية الجديدة. فيما يتخلل ذلك من مشكلات أسرية في معظمها تافهة، لا تصل لحد الطلاق لولا تعنت الطرفين من الأزواج، وربما بدافع محرض من بعض أهل الزوج أو الزوجة. أنا هنا لست بقاضٍِ ولا بمحامٍ ولا بباحث اجتماعي، ولكن لدي المعلومة التي تؤهلني لتناول هذا الموضع الأسري بمثل ما تناولت سابقه (العنوسة) يأتي ذلك على محورين أساسيين. (أولا): عدم الوعي الكافي لأهمية الزواج وتحمل مسؤوليته لدى جيل اليوم، معتبرا بأن الزواج شيء لا بد منه، فأتى ذلك من واقع اندفاع عاطفي تمثل بإعجاب وحب مشوب بحماس دون رؤية مبصرة لما تترتب عليه حالة الزواج من التزام كلي للحياة الزوجية، فما كان عليه العريس بالأمس كحر طليق، غير ما يكون عليه اليوم. حتى لا يظلم أو يظلم، تجنبا لممارسة حرية غير مبالية تجاه زوجته، التي يجب مشاركتها الحياة الزوجية الدالة على الحب والتفاهم الأسري، وليس معاملتها كامرأة، مهمتها الطبخ والنفخ وإنجاب الأولاد والجلوس في البيت، هذا إذا ما تعدى ذلك حرمانها من مواصلة تعليمها أو البحث عن عمل لقتل السأم والفراغ، فالزوجة ليست تحفة فنية للزينة في صالون أو ردهة مدخل. حتى التحفة الصماء المعروضة للعيان تستنطق الرائي لها كأنها تعبر عن جمالها المؤثر المتواجد. فما بالك بمن تمتلك بين دواخلها روحا نابضة وأريحية هي عبق المكان. (ثانيا): الزوجة الشابة الحديثة العهد بالأمور الأسرية، يجب عليها أن تنسى أنها كانت في بيت أبويها الابنة التي تحظي بكل رعاية واهتمام وإن طلباتها مستجابة والتي إن لم يوفرها الأب فإن الأم هي البديل بتوفير ما تريده. عليها أن تنسى أن حياة الأمس وما شابه من دلال وميوعة في بيت أسرتها، غير ماهي عليه اليوم في بيت الزوجية، عليها التحلي بالوداعة والسماحة والتفاهم على كل ما يعتري طريقها من منغصات وصعاب، تداري ذلك بالصبر فما خاب من صبر. ولا هناك حياة أسرية خالية من مشكلاتها، ولكن يلتمس لكل مشكلة حلها برؤية متأنية، بعيدة عن التقويل والتهويل، فتلك هي مسببات خراب بيوت كثيرة !!. ولكي لا نلقي بظلال واقعة (الطلاق) على هذا الشاب أو تلك الشابة، فما بينهما قاسم مشترك استدعى حزازات كثيرة استوجبت حصول مشكلات فيما بينهما، وإن كنت لا أعفي الشاب من سرعة تهوره واندفاعه من التهديد بالطلاق كلما كانت هناك مشادة كلامية فيما بينهما، وهي الكلمة، الكبيرة المكروهة، لما للطلاق من مؤثرات مؤلمة، وهو الذي كثرت في السنوات الأخيرة وقائعه، عندما يحدث الافتراق بالطلاق.. والله اعلم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة