استقى مدير جامعة أم القرى الأسبق الدكتور عدنان بن محمد بن عبدالعزيز وزان، فكرة تأليف موسوعته الشهيرة «حقوق الإنسان في الإسلام وسماتها في المملكة العربية السعودية» وتوج من خلالها بجائزة الملك فيصل العالمية، من الخطاب الملكي لمؤسس الكيان السعودي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والذي ألقاه قبل 85 عاما في احتفالية أمانة العاصمة المقدسة بحضور أهالي مكةالمكرمة وعد وثيقة تاريخية عالمية في حفظ حقوق الإنسان وكرامة البشرية. وقرر الدكتور وزان قبل 14 عاما البدء في مشروعه هذا، وتحديدا في عام 1419ه، تزامنا مع مناسبة الاحتفاء بمرور 100 عام على تأسيس المملكة، وأيضا تزامنا مع احتفالية هيئة الأممالمتحدة بمرور 50 عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأوضح الدكتور وزان في حديثه ل «عكاظ» أمس، أنه اطلع عند شروعه في جمع الموسوعة على الوثيقة الملكية المأثورة للمؤسس الملك عبدالعزيز والمنشورة في جريدة أم القرى في 1/ 12 / 1348 ه، وخصوصا في شقها المتعلق بحقوق الإنسان، حيث قال الملك الراحل: «يقولون الحرية .. ويدعي البعض أنها من وضع الأوروبيين والحقيقة، أن القرآن الكريم قد جاء بالحرية التامة الكاملة لحقوق الناس جميعا فجاء بالإخاء والمساواة المطلقة التي لم تحلم به أمة من الأمم، فآخى بين الصغير والكبير والقوي والضعيف والغني والفقير، وساوى بينهم». وزاد الدكتور وزان: «وبعد تأملي والنظر إلى تاريخ الخطاب، وهذه الوثيقة الملكية التي يعود تاريخها إلى عام 1930م، والذي سبق تاريخ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948م، حيث أكد الملك عبدالعزيز يرحمه الله سبق الإسلام في حفظ حقوق الآدميين وحريتهم، فقد كان الملك عبدالعزيز يلقي كلمته من مهبط الوحي، وهذا أحد البواعث الرئيسة والأساسية لإعداد هذه الموسوعة مع جملة من الوثاق الملكية لملوك المملكة وأمرائها وأحاديثهم». وأضاف: «سبع سنوات قضيتها في تأليف الموسوعة التي وقعت في ثمانية مجلدات، حمل المجلد الأول عنوان: «حقوق الإنسان .. الدين والعلمانية» والمجلد الثاني: «نواقص حقوق الإنسان»، وسلطت الضوء على الثغرات في الإعلان العلمي لمنظمة حقوق الإنسان العالمية وما أظهره نظام حق الفيتو في الأممالمتحدة من تجاوز لبعض الحقوق في المجلد الثالث الذي حمل عنوان: «نواقض حقوق الإنسان»، ولما لغير المسلمين من حقوق كفلها لهم الشارع الحكيم وخصوصا الذميين والمستأمنين فقد أفردت المجلد الرابع في هذا الصدد بعنوان: «حقوق غير المسلمين في الإسلام»، والخامس جاء في تأصيل وتفصيل حقوق فئة مهمة وحمل عنوان: «حقوق المرأة والطفل»، جاء المجلد السادس بعنوان: «العقوبات في الإسلام» وتتعلق بالعقوبات الشرعية الكفيلة بحفظ حقوق الإنسان، أما المجلد السابع وهو من أبرز ما جمعته فكان عبارة عن وثائق تاريخية لخطابات ومخاطبات من ملوك المملكة وأمراء في أهمية حفظ حقوق الناس وحرياتهم وحمل عنوان: «الوثائق الملكية في حقوق الإنسان في المملكة»، فيما وثقت في المجلد الثامن كافة الأنظمة واللوائح الكفيلة بحفظ الحقوق العامة الخاصة». ولد الدكتور عدنان وزان في مكةالمكرمة عام 1371ه وأنهى تعليمه العام في مدارسها، ثم التحق بجامعة الملك عبدالعزيز قسم اللغة الإنجليزية والتربية، وتخرج عام 1395ه، وتابع دراساته العليا ونال الماجستير في الدبلوم العالي للغة الإنجليزية من جامعة أدنبرا في بريطانيا 1399ه ، وهذا ما فتح له أفقا جديدا ليواصل رسالته العلمية في الدكتوراه تخصص أدب إنجليزي مقارن في جامعة أدنبرا عام 1401ه، ومنح من نفس الجامعة الزمالة في البحث العلمي، وبعد عودته إلى المملكة عمل في العديد من المناصب الإدارية والعلمية والفنية منها مستشار وزير الشؤون الإسلامية لحقوق الإنسان، وكيلا لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ورئيس اللجنة التحضيرية للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ثم أستاذا للأدب الإنجليزي المقارن في جامعة أم القرى، فرئيسا لقسم اللغة الإنجليزية، قبل انتقاله للعمل وكيلا لكلية اللغات في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. كما شغل الدكتور وزان، عضويات العديد من الجمعيات والهيئات منها، عضو الهيئة العلمية الاستشارية الدولية لمعهد مارك فيلد للدراسات العليا في جامعة لفبرا ببريطانيا وعضو اللجان الحكومية للتعاون الثنائي بين المملكة وبعض الدول الشقيقة والصديقة، وممثلا لوزارة الشؤون الإسلامية في اللجان الرسمية في الوزارات والهيئات الحكومية لعشرة أعوام، إلى جانب عضوية لجنة المشورة الدائمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وعضو هيئة حقوق الإنسان سابقا، وعضو المجلس الإسلامي البلجيكي في وزارة الخارجية في بروكسل بدولة بلجيكا، عضو لجان الترقيات العلمية في عدد من الجامعات السعودية، وعضو الاتحاد العالمي للآداب واللغات الحديثة واشنطن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1408ه وعضو مجلس أمناء المركز الإسلامي في أدنبرا، وعضو الجمعية العالمية للأدب المقارن في كاليفورنيا، كما توج بالعديد من الأوسمة والميداليات والشهادات التقديرية من داخل المملكة وخارجها.