هي حرب باردة غير منظمة بين تقدم البشرية وحوادثها القاتلة. ورغم ما يقدم لها الإنسان من تطور لسلامته وأمانه إلا أنها تفجعه بفقد حبيب وصاحب فلا تكاد عائلة في المملكة إلا كان لها نصيب من شرورها. وكم أرهقت قلب أم فارقت وليدها وتبقى ذكراه حزن أيامها الباقية فقد ابتعد عنها الحبيب بلا كلمة وداع، ولكن فلتتذكر أن من أخذ أمانته أرحم منها وأكثر حبا له استنادا لقوله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). ياسادة، همجية حوادث السيارات أبكت دمع قلوب محبين لأحبابهم وأقست قلوبنا بتكاثرها حتى وصل بنا الحال في معرفتنا لأخبار ضحايا الحوادث أن نكتفي بالصمت والإحساس بالتبلد في مسؤولية لن أقول إيقافها ولكن التخفيف منها حتى لا يذهب مزيد من الأرواح في صباها كان عندها الكثير من الآمال والطموح لمستقبلها. لم يترك لهم غدر الطريق وقوة الحديد إتمامها وجعل أحلامهم واقعا يعيشونه رسموا طريقه لأنفسهم. والبحث في أسباب الحوادث لا يمكن حصره ولكن نقص التوعية ووعورة الطرق أهمها. ومهما تعددت يبقى الفراق أكيدا والحزن عليهم واردا، فرحم الله من مات وشفى الله كل مصاب وأنزل الصبر على كل مفجوع والسلوان لكل موجوع. حسام الشهري جدة