بادئ ذي بدء في عصر الصمت وعدم الرد على ما يكتب في الصحافة لا يسعني ككاتب صحافي إلا أن أشكر مدير عام مكتب وزير الكهرباء والمشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بوزارة المياه والكهرباء على رده المنشور أمس الثلاثاء على ما سبق أن كتبته يوم الاثنين 15/2/1433ه الموافق 9/1/2012م تحت عنوان مغالطات الكهرباء، وأرجو الرجوع إلى ما كتبت ليتضح أن رد الوزارة تلاعب بالألفاظ في الرد على الثلث وأهمل ثلثي ما كتبت تماما، ومع ذلك نشكرهم. أما التلاعب فجاء في استخدام لفظي (سكني) و(مشتركين) فقد استخدم الرد (السكني) عندما يشاء التقليل و(المشترك) عندما يريد توزيع النسب، ولكن دعونا من هذا كله فقمة تلاعب الرد جاء في تراجعه عن القول إن 64 % من السكان لا يتجاوز استهلاكهم 100 ريال إلى ربع هذا المبلغ، فأنا لم أحسب استهلاك المساكن بناء على الدخل 28 مليارا إنما نسبته إليه لاحقا، ولعلي كنت أكثر حرصا فبدأت بتناول الادعاء أن 64 % فاتورتهم الشهرية لا تتجاوز 100 ريال وخرجت من واقع إحصائية عدد المساكن أن دخل الشركة من هذه الشريحة (64 %) من السكان بفرضية 100 ريال وخمسة ملايين مسكن هو 320 مليونا شهريا أي حوالي 4 مليارات سنويا وهذه حسبة لا علاقة لها بالدخل الإجمالي 28 مليارا، وجاء رد مدير المكتب مغالطا أكثر فيقول إن الدخل من 65 % من المشتركين هو مليار ونصف المليار فقط، أي قرابة ثلث ما قيل سابقا عن فاتورة 100 ريال وكأن 65 % من المشتركين (بهذا الرد) استهلاكهم الشهري 37.5 ريالا فهل يقبل هذا عقل؟!. أما الثلثان التي أهملهما الرد فهو ما ذكرته في المقال عن المغالطة في نسبة الفقراء، وهذا هو أساس الإساءة للوطن بالقول إن 64 % من السكان لا يستهلكون 100 ريال شهريا ومعناه أنه ليس لديهم سوى مصباح كهربي (لا تكييف ولا تدفئة ولا أدوات طبخ ولا كي) وهذا الجانب الخطير غير الصحيح أهمله رد مدير المكتب تماما مع أهميته، ولعل معالي الوزير نسي، وأنا لم أنس، أنه نشر صفحات توعية بالأجهزة الأكثر استهلاكا ومنها ما ذكرت فأنصحهم بالتريث واعتبار ما يقولون سابقا مرجعية لنا فلا يغالطوه للتبرير فمبلغ 37 أو 50 أو 100 ريال تعني لا مكيف ولا أداة كي ولا دفاية أي فقر مدقع. وأخيرا وحتى لا أطيل أذكر معالي وزير المياه والكهرباء أنني نشرت في حسابي في (تويتر) فواتير مفصلة لمساكن فقراء مستحقين لمساعدة الجمعيات الخيرية وصدقات أهل الخير (دون أسمائهم أو ما يدل عليهم طبعا) واستهلاكهم في الصيف لم يقل عن 250 ريالا شهريا ومعدلات استهلاك أحدهم الشهرية بلغت 490 ريالا رغم أنه يعيش في حي شعبي قديم بالرياض هو العود. لعل الوزارة وفرت في الوظائف بجعل موظف واحد يقوم بعمل مدير مكتب ومشرف علاقات عامة وإعلام لكنها قطعا لم توفر على صغار المشتركين وفقرائهم ولا صحة لما ذكر الرد عن دخل الكهرباء منهم. www.alehaidib.com