رغم العمل الجبان الذي طال دورية أمنية في محافظة القطيف أمس الأول، وتعرض طاقمها لإطلاق نار نتجت عنه إصابة أحد رجال الأمن، وفي الوقت الذي يحاول فيه عبثا نفر باعوا ضميرهم ووطنهم، تعكير الأمن والمساس باستقرار الوطن وسلامته وأمن أبنائه في جزء مهم وغال، فإن القطيف -أرضا وإنسانا- تؤكد يوما بعد آخر أنها أكبر من كل تلك المحاولات، وأن الأساس الذي قامت عليه ثابت ومكين، ولن يتمكن كائن من كان المساس به. تؤكد ذلك وتجسده طبيعة الحياة في تلك المحافظة الحالمة، التي ظلت كما عرفها أهلها هادئة، مستقرة، هانئة، لم تتأثر بمحاولات التخريب، بل إن المخلصين من أبنائها بدوا أكثر حرصا على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كحق لهم أولا ثم تأكيدا على تصديهم بكل الأشكال الممكنة لمحاولات مصادرة أمنهم وأمانهم واستقرارهم والعبث بوطنهم ومقدراته، ويؤكده حجم المشاريع التنموية التي تشهدها المدينة على طريق استكمال وتطوير البنى التحتية أسوة بغيرها من مناطق ومحافظات المملكة. «عكاظ» رصدت في جولة لها هذا الواقع الجميل الذي تعيشه المدينة، سرنا في عمق المدينة وأطرافها، حيث المجتمع القطيفي الواعي الذي عرفنا واقعه الأصيل والثري الذي يكشف البعد الآخر الجميل للمحافظة، والمتمثل في العلاقة الحميمية بين أفراده تحت مظلة الوطن الواحد. حيوية ونشاط أحياء البحر والخزامى وتاروت والعوامية والخويلدية وشارع الرياض وطريق الخليج والقدس وأحد وغيرها، بدأت يومها بحيوية كبيرة، فيما تواصل آلة العمل تنفيذ عدة مشاريع استهدفت تهيئة بنية العمل والمرافق العامة كتصريف مياه الأمطار وأعمال الطرق وغيرها من المشاريع البلدية التي تتجاوز كلفتها 428 مليون ريال. رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس خالد بن علي الدوسري، أشار إلى أن البلدية تنفذ الآن عددا من المشاريع المهمة في القطيف بشكل عام؛ منها بناء الجسور وتأهيل الأحياء والطرق وجزيرة للأسماك وقناة مائية وغيرها من مشاريع سوف ترى النور قريبا. ومن منطلق تطوير العمل الإداري وتحسين بيئة العمل، فإن بلدية المحافظة سعت لوضع برنامج لتطوير جميع فروعها وتحسين المباني الخاصة لتلائم التطور الذي يتطلبه المواطن والموظف في وقت واحد، كما تسعى حاليا لإنشاء مبان جديدة تعكس مسيرة النمو، وتتماشى مع ما تشهده المحافظة من مشاريع تنموية وتطويرية خلال ميزانية الخير والبركة وبلغت المشاريع التي تمت ترسيتها مبلغ «47.019.395» ريالا. ميدان القلعة وأثناء جولتنا في المحافظة شاهدنا ميدان القطيف المسمى بالقلعة الذي تحول إلى منطقة استثمارية من الدرجة الأولى، فضلا عن كونه متنفسا للأهالي مزودا بمختلف الخدمات تكسوه مسطحات خضراء بمساحة (12000م2). كما أنهت بلدية محافظة القطيف دراسة الجسر البحري الثالث بمحافظة القطيف الذي يعتبر أحد المشاريع الإستراتيجية في محافظة القطيف، والمشروع عبارة عن جسر بحري خرساني معلق بأعمدة، وهو يختلف من ناحية التصميم عن الجسور البحرية الأخرى، حيث يربط بين حي المشاري في جزيرة تاروت وحي الناصرة في محافظة القطيف، حيث إن تكلفته تقدر بنحو 90 مليون ريال، وسيحد المشروع من الزحام المروري الذي تشهده المنطقة، وسيسهل الحركة المرورية لحد كبير. كما سعت البلدية لتنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار؛ وتشمل إنشاء محطات ضخ رئيسة، وشبكات خطوط في بعض مناطق القطيف، وذلك للتخلص من مياه الأمطار، والسعي لعدم تجمعها في الطرقات، لتجنب المشكلات الحاصلة إثر ذلك. وبلغ إجمالي ما تم تنفيذه وما هو تحت التنفيذ من أعمال تصب في هذا الجانب مبلغا وقدره 90.800.000 ريال. كما أن مجموع المشاريع المنفذة لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار التابعة لمحافظة القطيف، تشمل تنفيذ جزء من شبكات التصريف في أحياء الخامسة، والخزامى، والجزيرة في القطيف، وتنفيذ جزء من شبكات التصريف في حي الكويت في سيهات، وجزء من شبكات التصريف في حي النمر الشمالي في سيهات. تحلية المياه في المقابل، بدأت المؤسسة العامة لتحلية المياه في ضخ أكثر من 115 ألف متر مكعب في اليوم من المياه المحلاة يوميا لمحافظة القطيف ليصل ما تم ضخه من مشروع نقل المياه المحلاة من محطة تحلية مرافق في الجبيل لكل من مدينة الدمام وصفوى ورأس تنورة والقطيف 420.710 آلاف متر مكعب يوميا بينما بلغ ما تم ضخه لمحطات التحلية بالجبيل 192.552مترا مكعبا يوميا. ويتحدث فرع إدارة المياه في محافظة القطيف عن ترسية سبعة مشاريع كبيرة على مقاولين، بقيمة 162.475.660 ريالا، وتشمل المشاريع الجديدة التي سيتم مباشرتها قريبا كشف التسربات في شبكات المياه والمولدات الاحتياطية وتطوير محطات الصرف الصحي وإنشاء محطات الصرف الصحي وإنشاء شبكات الصرف الصحي لبعض المخططات في محافظة القطيف كمخطط الكوثر واستكمال تنفيذ الخط الناقل قطر 1400 القائم في محطة الضخ الرئيسة غرب بلدة الجارودية مع تغذية القرى الشمالية في محافظة القطيف بالمياه المحلاة، ومشروع عقد تطوير مضخات محطات الصرف الصحي بالقطيفوسيهات. مشاريع صحية وفي الجانب الصحي، نجد مشروع مبنى مستشفى أمراض الدم الوراثية ومركز الأبحاث بمحافظة القطيف الذي تبلغ سعته 100 سرير وبتكلفة 120 مليون ريال، وجاء طرحه على مرحلتين أنجز ما نسبته 15 في المائة من مرحلته الأولى البالغة تكلفتها 60 مليون ريال تمهيدا لبدء المرحلة الثانية خلال الأيام المقبلة. ويضم عدة مبان موزعة على دورين يشمل الأرضي المدخل الرئيسي والمكاتب الإدارية وأماكن الانتظار للرجال والنساء، إضافة الى قسم العيادات الخارجية التي تتضمن 14 عيادة للرجال ومثلها للنساء مع غرفة أشعة وأماكن للانتظار وغرفا للخدمات. كما يتضمن قسم الأشعة الذي يحتوي على غرفتي XRAY وغرفتي ULTRA SOUND وغرفة أشعة مقطعية C.TScan مع غرف للخدمات وللفنيين العاملين والملفات، وقسم الإسعاف والطوارئ الذي يضم غرفتين للفحص واحدة للرجال وأخرى للنساء وكل غرفة بسعة 6 أسرة بالإضافة الى غرفتي ملاحظة كل غرفة بسعة 6 أسرة. ويشمل الدور الأول غرف تعقيم وغرفتي إنعاش كل واحدة بسعة سريرين وعمليات صغرى وجبس وقسم لإسعاف الأطفال وغرفة للولادة المستعجلة وصيدلية وغرف لطاقم التمريض العامل. ومن الأقسام أيضا بنك الدم ويضم أماكن لأخذ العينات وغرف فحص العينات وأماكن للانتظار وغرف الخدمات والمختبر المركزي بالمستشفى، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي الذي يحتوي على صالتي تمرين للرجال وأخرى للنساء وقسم التسجيل والملفات والبحث الذي يحتوي على غرف للباحثين ومكتبة طبية والتثقيف الصحي الذي يحتوي على قاعة محاضرات وفصل دراسي. كما يضم الدور الأول وحدة نقل الدم وتحتوي على أربعة أسرة عزل وغرف معالجة وتحتوي على أربعة أسرة للرجال ومثلها للنساء وقسم للعناية المركزة بسعة 8 أسرة وقسم التنويم بسعة 100 سرير رجال ونساء، ومسجد إضافة إلى مبنى الخدمات.