توالى انسحاب المراقبين العرب من سورية احتجاجا على قمع النظام للمحتجين، فيما استخدمت قوات الأمن العصي الكهربائية لتفريق تظاهرة شارك فيها مئات من الطلاب الجامعيين في العاصمة دمشق واعتقلت العشرات منهم. وقتل 13 مدنيا برصاص قوات النظام في دير الزور، إدلب وحمص، في حين دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم دعما ل «الجيش السوري الحر» الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد. وقال رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية في سورية عدنان الخضير أمس أن مراقبا سودانيا اعتذر عن مواصلة مهمته ل «أسباب خاصة»، مشيرا إلى أن المراقب الجزائري أنور مالك اعتذر ل «أسباب صحية». وشدد الخضير على أن البعثة مستمرة في أداء عملها حتى التاسع عشر من يناير (كانون الثاني) الحالي وفقا للبروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية والذي حدد مدة عمل بعثة المراقبين بشهر قابل للتجديد. ومن جهته قال المراقب الجزائري مالك إن الكثير من زملائه يتفقون معه في الشعور بخيبة الأمل، لافتا إلى أن مستشارا قانونيا مغربيا وعامل إغاثة من جيبوتي ومصريا انسحبوا أيضا من بعثة المراقبة. ودعت الصين السلطات السورية للتعاون مع بعثة الجامعة العربية. وفي هذه الأثناء أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 13 مدنيا قتلوا برصاص قوات النظام أمس، منهم سبعة في دير الزور، أربعة في محافظة إدلب واثنان في حمص. وأشار إلى أن قوات الأمن فرقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم واعتقلت ما بين 30 و40 منهم. كما تظاهر عشرات الطلاب في جامعة ايبلا قرب مدينة سراقب. ورضوخا للضغوط الدولية أعلن النظام السوري عن تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في حمص. وطالب قادة غربيون في مقدمتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب «كشف الحقيقة كاملة» حول ظروف مقتل الصحافي جاكييه، الذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي. واستبعدت فرنسا خيار فرض حظر جوي على سورية مؤكدة أنه غير مطروح حاليا. على صعيد آخر منع حرس الحدود السوري أمس عبور قافلة تضم نحو 150 من السوريين المقيمين في أوروبا وأمريكا الشمالية والعالم العربي كانت تحاول دخول البلاد لجذب الانتباه إلى المدنيين الذين يعانون من الاضطرابات المستمرة منذ عشرة أشهر.