علقت الجامعة العربية إرسال المزيد من المراقبين إلى سورية وانسحب مراقب في بعثة الجامعة متهما النظام بارتكاب جرائم حرب، فيما كرر الرئيس بشار الأسد في ساحة الأمويين في دمشق أمس، مشهد ظهور الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في باب العزيزية في طرابلس قبيل سقوطه بأسابيع، وذلك بعد يوم واحد من خطاب هاجم فيه العرب والجامعة العربية. وقال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات المراقبة في القاهرة «إن المراقبين الذين أعلن من قبل أنهم سيتوجهون إلى دمشق في نهاية هذا الأسبوع سيتأجل سفرهم حتى يتضح الموقف بعد الهجوم على فريق المراقبين في اللاذقية». وألقت الجامعة بالمسؤولية على بعض المحتجين، لكنها حملت السلطات السورية المسؤولية عن عدم حماية المراقبين. ويأتي تعليق الجامعة لإرسال مراقبين جدد بعد ثلاثة أيام من قرارها القاضي بتعزيز مهمتها في سورية بإرسال مراقبين إضافيين. وفي هذه الأثناء يبدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي غدا جولة خليجية تشمل عمان والبحرين. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي للصحافيين، البارحة، إن الجولة التي ستستمر أربعة أيام تهدف لمناقشة الأوضاع العربية الراهنة خاصة في سورية. وفيما يتعلق بما ذكره المراقب الجزائري أنور مالك الذي استقال من بعثة المراقبين بعد أن اتهم النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» قال مسؤول في الجامعة العربية إن ذلك «عار تماما عن الصحة». وأضاف أن «مالك ظل ملازما للفراش في مقر إقامته بأحد الفنادق السورية بسبب مرضه، فكيف له أن يقول ما ذكره». وكان مالك قال «انسحبت من بعثة المراقبين العرب ببساطة لأنني وجدت نفسي أخدم النظام. وأشعر أنني أعطيته فرصة أكثر ليمارس القتل ولا أستطيع أن أمنع هذا القتل». وأضاف مالك الذي قال إنه أمضى 15 يوما في حمص وسط سورية «رأينا جثثا جلدها مسلوخ ومعذبة بشكل بشع». من جهة أخرى قال بشار الأسد الذي وصل فجأة إلى مكان تجمع لمؤيديه في ساحة الأمويين في وسط دمشق أمس أن سورية تواجه «متآمرين» أجانب. وأضاف في خطابه «سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة وهم الآن في مرحلتهم الأخيرة ونحن سنجعلها النهاية لهم ولمخططاتهم».. ورددت الحشود التي انضمت إليها زوجته أسماء وابنهما وابنتهما شعارات «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد» في إشارة إلى الميليشيات المؤيدة له والتي اكتسبت شهرة ببث الرعب لدورها في قمع الاحتجاجات. ومن جهتها أكدت القاهرة دعمها لمهمة المراقبين العرب حتى تبلغ نهايتها، مشيرة إلى أنه لا بديل آخر أمام الجامعة للتعامل مع هذه الأزمة، فيما كشفت عن وجود اتجاه للدفع بعددها حتى يصل 300 مراقبا. وجددت دعمها لموقف رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي وتقديرها لشهادته أمام اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة وما تحدث به من عرض وشرح مفصل لمهمته برغم أن هذا العرض لم يكن في صورة تقرير مكتوب أو نهائي. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الدعم العربي لمهمة المراقبين هو التوجه العام ويكاد يكون الوحيد في الوقت الراهن، نافية أن يكون أي من الدول العربية، بما في ذلك رئيس اللجنة المعنية بمتابعة الأزمة ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم الثاني طلب إنهاء مهمة المراقبين وسحبهم من سورية. وتابعت المصادر التأكيد على وجود اتفاق لتوفير كل أشكال الدعم والمساندة اللازمة للمراقبين، بما في ذلك زيادة أعدادهم وتوسيع انتشارهم بمختلف المدن السورية لتمكينهم من القيام بهذه المهمة على الوجه الأكمل.