نشرت المجلة الأمريكية لعيوب القلب الخلقية في عددها الأخير الصادر نهاية ديسمبر الماضي، دراسة بحثية أجراها مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم عن حالات أمراض القلب الخطيرة التي تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل خلال السنة الأولى من العمر، بوصف ذلك مؤشر رئيس لهذه الأمراض ينعكس على انتشارها في المملكة العربية السعودية. وكانت الدراسة التي أنجزت على مدى ثلاث أعوام، وأعدها كل من المشرف العام على المركز الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز المسند، الدكتور علي الأخفش، الدكتورة مها السيد من قسم الأطفال في المركز، قد استندت على قاعدة بيانات المرضى بأثر رجعي لجميع حالات مرضى القلب والتي تم تشخيصها في المركز، وخلصت إلى أن ما نسبته أربعة إلى خمسة لكل ألف مولود حي، يولدون بعيوب خلقية خطيرة في القلب. وخلصت، إلى أن أمراض القلب الخلقية هي مشكلة صحية كبرى في السعودية كما هي في العالم، ما يستدعي تقييم وتحديد عبء هذا المرض من قبل مخططي وواضعي السياسات الصحية وتحديد الاحتياجات لدراسة فتح أقسام جراحة قلب أطفال من عدمه في المناطق. من جهة أخرى، اعتمد فريق اللجنة العلمية لمؤتمر الجمعية الآسيوية لجراحة القلب والصدر، دراسة قدمها المركز عن «التأثيرات النفسية والاجتماعية على عائلات الأطفال المصابين بأمراض خِلقية في القلب»، وسيتم عرضها خلال المؤتمر في دورته العشرين والمزمع انعقاده في الفترة من 15 18 ربيع الآخر المقبل في مدينة بالي في إندونيسيا. يذكر أن الدراسة، أعدها الدكتور سليمان المسند تحت إشراف قسم قلب الأطفال في المركز، وشملت عددا من الأسر التي لديها أطفال مصابون بأمراض قلب بسيطة، وأخرى لديها أطفال مصابون بأمراض قلب معقدة، وخلصت إلى ضرورة استحداث جمعيات أهلية تعنى بعائلات الأطفال المصابين بأمراض القلب بغية تدريبهم وتثقيفهم صحيا وتوجيههم للحد من أي تأثيرات نفسية أو اجتماعية قد تطرأ عليهم نتيجة معاناتهم مع أطفالهم مرضى القلب.