أمور كثيرة تغيرت في حياتنا هذه الأيام، فسن الزواج قد تأخر وأصبحت المرأة تبدأ الحياة الأسرية الحقيقية بعد الثلاثين وتسجل الرغبة في الحمل بعد تجاوز العقد الرابع ارتفاعا مستمرا. فهل حرر التقدم العلمي الحمل من حاجز السنوات؟ و ما هي المشاكل التي قد تصاحب المرأة الحامل بعد هذا العمر؟ نحن نعرف أنه بعد الأربعين تحدث تغيرات مختلفة في جسم المرأة، وهناك أيضا تغيرات نفسية عديدة، بعضها ناتج من تغيرات الهرمونات، والآخر ناتج عن استعداد المرأة النفسي لتقبل هذه المرحلة. ولكن من المؤكد أن الكثيرات يصلن الأربعين وهن في صحة جيدة وقدرة نفسية وبيولوجية على الإنجاب، ولذلك تبدو فكرة الحمل في هذا السن واقعية، قد يرى البعض أنها تعطي شحنة عاطفية تساعد على التخلص من الرتابة التي تطفو على العلاقة بين الزوجين بعد أن يكبر الأولاد ويستقلوا عنهم. لا يمكننا حرمان المرأة من الإحساس بالحنان وغريزة الأمومة بعد الأربعين، فمع التقدم الطبي الكبير تضاءلت أخطار الحمل المتصلة بتقدم العمر. ولكن على المرأة التي تريد الإنجاب في هذه السن المتابعة الدقيقة مع طبيبها قبل الحمل وخلاله، فبعد هذا السن تختلف الأمور نوعا ما ويقل مستوى الخصوبة وقد تكون أعضاء الجسم غير مؤهلة بالصورة الكاملة لاحتضان الجنين، فنسبة الإجهاض والتشوهات الخلقية عند المواليد وخاصة المنغولية منها تزيد بعد الأربعين، ولذلك يجب فحص الجنين بالأشعة التلفزيونية وفحص نسبة الهرمونات في دم الأم وفي بعض الأحيان يتم فحص السائل الذي يحيط بالجنين للتأكد من ذلك. وهناك أيضا زيادة نسبة الولادة قبل الأوان، أو حدوث نزيف أثناء الحمل أو الولادة، واللجوء إلى عملية قيصرية أو غيرها، كذلك تزيد احتمالات إصابة الأم بأمراض القلب أو السكر وغيرها في هذه السن. من المهم أيضا أن نتذكر أن إنجاب طفل في الأربعينات ليس حدثا عاديا في حياة المرأة، يتغير فيه إيقاع حياتها ليصبح مرتبطا بحاجيات ومتطلبات المولود الجديد الذي يتقاسم الحب والوقت والطاقة التي تخصصها لنفسها ولزوجها. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة