تشهد الجمعيات الاجتماعية إقبالا منقطع النظير على الدورات التأهيلية من قبل الفتيات المقبلات على الزواج في الآونة الأخيرة مما يدل على ارتفاع الوعي بأهمية هذه الدورات التي تمنح الفتيات أساسيات التعامل مع الأزواج لحياة آمنة ومستقرة. وتكشف الأرقام المعلنة من قبل وزارة العدل عن ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع بنسبة 69 حالة طلاق يومية أي 24945 صك طلاق وذلك في أحدث إحصائية رصدتها على مستوى محاكم المملكة في عام 1431ه، مما يستدعي زيادة الاهتمام بهذه الدورات التي تعنى برفع الوعي عند الفتاة بطريقة التعامل وكسب الزوج لضمان استمرارية هذا الزواج وتحصين الأسر من سكين الطلاق الذي يقطع أوصالها ويشتت الأبناء. ولعل من أبرز الجمعيات الاجتماعية الناشطة في مجال التأهيل قبل الزواج جميعة المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي التي تواصل عقد دورتها في جميع مناطق المملكة وكان آخر نتاجها تأهيل 173 فتاة شاركن في عدد من الدورات التدريبية التي أقامتها جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي خلال محرم الماضي في جدة وجازان وبني يزيد. حيث تنوعت محاور الدورات بين التعامل الإيجابي في حل المشكلات، وفن صناعة الحياة الزوجية، وجددي حياتك، والتأهيل الأسري، شارك في تقديمها عدد من المدربات وهم خديجة باصرة، فاطمة فتح الدين، رحمة محمد نور، وسرى الجندي. وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود الجمعية والتي من بينها الإصلاح الأسري، والاستشارات الأسرية المباشرة والهاتفية، وعقد دورات لتأهيل الشباب والفتيات للحياة الزوجية، وعقد دورات لتأهيل المرأة للقيام بدورها في الحياة كزوجة صالحة، وإصدار مطويات ونشرات لتوعية أفراد الأسرة بالحياة الزوجية، وإقامة محاضرات عامة في الحياة الزوجية للمحافظة على استقرار الأسرة وتماسكها، وعقد ملتقيات ومنتديات لدراسة قضايا الأسرة بهدف معالجتها، وتنظيم وإعداد وإقامة المسابقات للتوعية بالقضايا الأسرية، وتنفيذ ونشر الدراسات والأبحاث العلمية بهدف تعميم الفائدة. يشار إلى أن جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي تسعى للمحافظة على كيان الأسرة والتقليل من نسب الطلاق بالتعاون مع المحاكم الشرعية والدوائر الأمنية من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية، واضعة نصب عينيها رسالة سامية وهي «تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والإصلاح».