نفى أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فضيلة الدكتور صالح بن غانم السدلان صحة وجود كوب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في العاصمة البريطانية لندن. يأتي ذلك على خلفية ما أفادت به وكالة إنترفاكس الروسية أن الرئيس الشيشاني نقل كوب النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يرتشف منه الماء من العاصمة البريطانية إلى جامع مدينة غروزني عاصمة الشيشان. وقال قادروف في كلمة ألقاها أمام المسلمين المجتمعين في الجامع «لقد تم نقل الكوب إلى عاصمتنا من لندن، حيث شارك مسلمو بريطانيا في مراسم توديعه»، مبينا أن عمر الكوب يعود إلى أربعة عشر قرنا، مشددا على وجود تأكيدات على مصداقيته، وأضاف «بذلنا جهودا كبيرة ليحط كوب النبي صلى الله عليه وسلم في جمهوريتنا». وهنا يؤكد السدلان عدم صحة وجود كوب معللا ذلك بأن عمر هذه الأدوات الزمنية قد انتهى ومن المستحيل بقاؤها لأنها تتلف مع الاستعمال أو مع تقادم السنون . وأبان السدلان أن البعض يخرج ويدعي بوجود إناء الرسول صلى الله عليه وسلم أو قميصه أو نحو ذلك دون دليل فيصدقه العامة لأنه لا يوجد بينهم من هو أهل علم واختصاص ويستطيع أن يثبت صحة كلامه من عدمها، واستثنى السدلان الأشياء التي ثبت بقاؤها وحفظت بشكل صحيح. وأبان أستاذ الدراسات العليا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن له كوب، مستندا على جميع المراجع الصحيحة حول حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي لم يرد فيها لفظ كوب بل إن ما صح من الروايات هو القدح والإناء. وأوضح أن متعلقات الرسول بقيت فترة عند نسائه ومن ثم انتقلت للصحابة رضي الله عنهم والتابعين حتى تلاشى أغلبها. وأشار السدلان إلى عدم وجود من يوضح حقائق مثل هذه الأمور يجعل الكثيرين يدعون وجود بعض متعلقات الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم دون إثبات، مؤكدا أن عدم معارضة هؤلاء ومحاججتهم تؤدي إلى ظهور من يدعي وجود صحن أو ملعقة الرسول صلى الله عليه وسلم لديه وهي أمور كاذبة لاصحة لها، مطالبا المسلمين بعدم الانسياق خلف هذه الأمور التي لا تنفع ولا تضر. وكان الرئيس الشيشاني رمضان قادروف قد تسلم الكوب في مطار غروزني وتم نقله إلى الجامع بسيارة مفتوحة، ورحب أهالي غروزني بسيارة زعيم الجمهورية، وانخرط الكثير منهم في البكاء بعد أن رأوا كوب النبي صلى الله عليه وسلم. وحمل رمضان قادروف الكوب إلى الجامع ليبقى داخله.