تستحوذ مهمة المراقبين العرب في سورية على إبصار المجتمع الدولي المترقب للنتيجة وسط شكوك متزايدة بمصداقية نظام الأسد. وسط هذه المعطيات، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يغادر السلطة، وضم صوته إلى وزير الخارجية ألان جوبيه للمطالبة بحرية تنقل المراقبين العرب المكلفين التحقق من الأحداث على الأرض. تزامن ذلك، مع تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحافيين، إذ قالت إن بلادها لديها بواعث قلق جدية بشأن تعامل سورية مع بعثة مراقبة من جامعة الدول العربية تهدف لوقف حملة قمع لمحتجين مناهضين للحكومة. وأضافت: «مبعث قلقنا أن النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية حين قبل اقتراحها قبل نحو تسعة أسابيع». وتابعت على سبيل المثال لم يتوقف العنف في البلاد. فيما قال ساركوزي في مدرسة البحرية في لانفيوك بولميك (غرب) إن على الأسرة الدولية «التحقق من أن لمراقبي الجامعة العربية الوسائل والحرية الكاملة لإنجاز مهمتهم بالشكل الصحيح». وفي وقت سابق، أعلن جوبيه متحدثا لشبكة آي-تيلي الفرنسية إنه «ينبغي توضيح الشروط التي تجري فيها اليوم مهمة المراقبين هذه» مبديا «شكوكا» بشأن سيرها. وتساءل «هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟ ننتظر التقرير الذي سيرفعونه في الأيام المقبلة». لكن جوبيه أضاف «لقد أبدى الأمين العام للجامعة العربية عزمه على المضي حتى النهاية في تحقيقاته. يجب أن تنجلي الحقيقة تماما وإلا يتمكن النظام في نهاية المطاف من تضليل المراقبين الموجودين على الأرض». وتضاعفت الدعوات لسحب المراقبين منذ وصولهم إلى دمشق في ديسمبر (26 كانون الأول) بسبب استمرار النظام في قمعه الدامي للتظاهرات التي أوقعت منذ منتصف مارس (آذار) أكثر من خمسة آلاف قتيل بحسب الأممالمتحدة. إلى ذلك، أعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، في لشبونة أن وجود بعثة المراقبين العرب في سورية «يبقى مفيدا» رغم أنها، بحسب رأيه، لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق. وقال غليون إثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس «نحن نعتبر أن هذه البعثة تبقى مفيدة حتى إن كانت لن تؤدي إلى تطبيق الخطة العربية. تبقى مفيدة سياسيا ومعنويا ونفسيا». هذا، وكشف الأمين العام المساعد للجامعه العربية للشؤون المالية والإدارية رئيس غرفة العمليات المعنية بمتابعة مهمة بعثة الجامعه في سورية عن أن الفريق محمد مصطفي الدابي «رئيس بعثة المراقبين العرب» سيصل إلى القاهرة نهاية الأسبوع الحالي قادما من دمشق، حاملا تقريرا عن نتائج مهمة البعثة منذ وصولها إلى الأراضي السورية الثلاثاء قبل الماضي. وأفاد السفير عدنان الخضير في تصريحات ل«عكاظ» أن الفريق الدابي سيلتقي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لعرض ملامح هذا التقرير ، واستعراض كافة جوانب الموقف في سورية وتقييمه له، ورؤيته المستقبلية لتطورات هذه الأزمة. من جهة أخرى، أشارت مصادر عربية في تصريحات ل«عكاظ» أن الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب والذي تؤكد المصادر أنه سيعقد السبت المقبل، سيحسم التوجهات العربية حيال اللغط الذي واكب زيارة الوفد لسورية ،خاصة أن الاجتماع سيتم عقده بناء على طلب دولة عربية يرجح أنها قطر الرئيس الحالي للمجلس في دورته العادية بالإضافة إلى اللجنة المعنية بمتابعة الأزمة السورية.