فرضت مدرسة ثانوية في محافظة الطائف حصة ثامنة بعد انقضاء ساعات الدوام وتوجه الطلاب إلى منازلهم عقاباً للمتأخرين عن الحضور في الوقت المحدد، بحجة القضاء على ظاهرة تخلف الطلاب عن موعد الاصطفاف الصباحي، خلافاً لزملائهم الذين يحرصون على الحضور في وقت باكر صبيحة كل يوم. وقال مدير مدرسة الحديبية الثانوية حسن العوفي: «وصلنا إلى الهدف المنشود، ووضعنا حداً مفصلياً للمشكلة التي عانينا منها طويلاً». وأضاف في حديث إلى «الحياة»: «ليس لدينا صعوبات في تطبيق بنود اللائحة والحسم من درجات المواظبة، بيد أن البعض من الطلاب غير مبالٍ، ويستمر في التأخر تحت تأثير دوافع سن المراهقة، وهذا يؤلمنا»، لافتاً إلى أن البدائل حافظت على درجاتهم من التناقص الذي «لا تعود عواقبه المستقبلية عليهم». وتابع: «تجاوزت خبرتي في مجال التعليم ال20 عاماً وجميع مدارس التعليم العام في محافظة الطائف، لاسيما المرحلة الثانوية، تعاني من تأخر الطلاب عن موعد الطابور الصباحي، واستشرت المشكلة على مدى سنوات إلى أن وصلت إلى مستوى الظاهرة، وأضحت عصية عن الحلول، إذ لا يكاد يمر يوم دراسي في أي من تلك المدارس من دون رصد متأخرين، وتفعيل اللائحة المعتمدة في هذا الجانب وتطبيق البنود المنصوص عليها في حق أمثال هؤلاء ولمواجهة المشكلة ووضع حلولها الناجعة عقب اجتماع المجلس التعليمي في المدرسة وإخضاعها للدرس أوجدنا البديل الذي أسهم في القضاء عليها». وعن ما توصلوا إليه، أبان أنه تستمر الحصة الثامنة التي طبقت مرحلتها التجريبية طيلة الأسبوع الماضي لمدة 45 دقيقة، إذ سبق ذلك توعية الطلاب بوجود حصة إضافية للمتأخر منهم في المدرسة التي أتولى إدارتها ويتجاوز عدد طلابها 600 طالب يتأخر منهم يومياً 30 على الأقل إن لم يزد العدد عن ذلك، خصوصاً يوم السبت. وأشار العوفي إلى فاعلية ما تم تطبيقه، وأردف: «لاحظنا خفض في عدد المتأخرين، إذ لم نسجل أمس سوى أربع حالات فقط جاء تخلفهم لظروف تفهمناها وأخذناها في الاعتبار شريطة أن لا يتكرر منهم ما حدث مرة أخرى حرصاً على مصلحتهم، ما يعطي دلالة على تجاوب الطلاب مع البرنامج»، متوقعاً أن تجعل الأشهر المقبلة، حال تطبيق الفكرة وموافقة إدارة التعليم عليها، من تأخر الطلاب ماضياً لن يتكرر إطلاقاً، مستشهداً بتجربة مدرسته. وألمح مدير ثانوية الحديبية إلى تولي تسيير حصة عقاب المتأخرين (الثامنة) بعد انقضاء اليوم الدراسي ثلاثة وكلاء متطوعين بالتناوب من دون مقابل ومرشد الطلاب في حضور مدير المدرسة الذي لا يغادر إلا مع خروج آخر طالب، وفيها يتم استثمار الوقت في النصح والإرشاد ومناقشة دوافع التأخر وما يعود عليهم من ضرر، كاشفاً أن التجربة ستدون في سجل وتعرض على إدارة التربية والتعليم بالمحافظة لدرسها في صورة موسعة من المختصين ومعرفة جوانبها الإيجابية والسالبة ومدى إمكانية تعميمها على المدارس رسمياً. من جانبه، أكد معلم التربية الرياضية بثانوية الحديبية فهد الحارثي انتظام الطلاب في الطابور الصباحي عقب تطبيق التجربة وأدائهم التمارين، وقال: « لاحظت في السابق أن البعض من الطلاب لا يهتم بحضور هذه الفعاليات و يصم إذنه عن سماع الجرس ويتعمد البقاء خارج المدرسة إلى حين انتهائها ثم يشرع في الدخول، وعلى رغم الحسم من درجات مواظبته، إلا أن المشهد يتكرر من الوجوه ذاتها المألوفة في شكل يومي، لكن عندما طبقت المدرسة نظام الحصة الإضافية لضبطهم لم يعد لدينا متأخرون سوى بعض الحالات الفردية التي تتم معالجتها في وقت قياسي ويتمكنون من حضور الحصة الأولى وبذلك نستغني عن الحصة المخصصة لمحاربة التأخير». وفي المقابل، أوضح مدير العلاقات العامة في إدارة تعليم الطائف عبدالله الزهراني أن التجارب الناجحة تنبع من الميدان التربوي، كاشفاً تجارب مماثلة في الأعوام الماضية حققت نجاحات جيدة، موضحاً أن الفارق بينها وبين تجربة ثانوية الحديبية أن الأولى طبقت في مرحلة ابتدائية اعتمدت على التحفيز وتقديم هدايا للطلاب المواظبين، أما الأخيرة في مرحلة ثانوية اعتمدت على تكثيف التوعية وإدراج حصة إضافية للمتأخرين. وقال: «بما أن هذه التجربة حققت نجاحاً في القضاء على تأخر الطلاب في المرحلة الثانوية، أرى أهمية عرضها على مدير إدارة التربية والتعليم عاجلاً لدرس الإيجابيات وتعزيزها ومعرفة السلبيات إن وجدت لمعالجتها». وعلى رغم نجاح التجربة في مراحلها الأولى، إلا أن مشرف التوجيه والإرشاد في تعليم الطائف عبدالرحمن الشهري يرى أن الحصة الثامنة تثقل كاهل الطالب، واعتبرها عبئاً يتسبب للطلاب في آثار نفسية مستقبلاً، وزاد: «يتطلب الاقتصار على تطبيق ما هو معمم لدى مديري المدارس في هذا الشأن، وإن وجدت بدائل يلزم مراعاة الظروف النفسية للطلاب».