منذ بداية العام الجاري تنبأت بحدث ما، لا أعلم طبيعته أو حجمه، وفي جميع الأحوال كنت علي يقين أنه لن يكون عاما شبيها بالأعوام الماضية. في تونس ثار الشباب بعد حادثة بوعزيزي الشهيرة وأسقطوا النظام في أيام معدودة، ثم اجتاحت موجة الغضب ارض الكنانة وانطلقت ثورة 25 يناير التي تعتبر من اهم الثورات التغييرية والسلمية وأقلها ضررا، لم تتوقف الموجة بل تحولت إلى اعصار يضرب دول شمال أفريقيا متجها هذه المرة إلى ليبيا وصحاريها يتحرك ثوارها وتشتعل الحرب بين مؤيد ومعارض وقائد انتهى به الأمر إلى أيدي خصومه الذين اقتصوا من سريعا ودفنوه ليلا في إحدى صحارى ليبيا. وما زالت أتون رياح التغيير تضرب جنبات الشام حيث أعلن الشباب ثورتهم على النظام في سوريا وما زالت أداة القتل هناك تستعر في كل مدينة ومحافظة وناحية. أحداث ضخمة لا علاقة لها بالسياسة شهدها العام 2011 وإن كانت ملامحها تشبه الثورات. في اليابان مثلا زلزل البحر فأتى الماء على كل شيء في تلك الجزر المحلقة إبداعا وعزيمة فدمر ما دمر وقتل من قتل، ويبدو أنه قدر اليابانيين أن ينطلقوا من الكوارث إلى المجد ومن المحن إلى الإنجاز والتطور، وكذلك حال الشعوب الحية الراقية. وداعا أيها العام، وثق أن أحدا لن يريق على رحيلك دمعة واحدة. ومضة: كل السنوات سنوات عدا 2011، إنه التاريخ. عمرو بن عبدالحفيظ الجندي