كشف ل«عكاظ» استشاري الأمراض المعدية والإيدز في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة والاستاذ المساعد في جامعة أم القرى الدكتور غسان يوسف ولي، أن اهم التطورات الحالية للإيدز هو ظهور أدوية حديثة فعالة جدا ضد الفيروس تتميز بعدم وجود أعراض جانبية كثيرة كالأدوية القديمة، وكذلك انخفاض عدد الحبوب التي يأخذها المريض، ويمكن لمريض الايدز الآن أخذ حبة واحدة فقط (اتحدت عدة شركات أمريكية كبرى لعمل هذه الحبة التي تتكون من ثلاثة أدوية في حبة واحدة فقط)، ويعتبر هذا تطورا وسبقا كبيرا في علاج المرض حيث إنه من أسوأ الأشياء التي تقابل الطبيب المعالج عدم انتظام المريض على علاجه حيث يشتكي غالبية المصابين من عدد الحبوب التي يتم تناولها، أما الآن فأصبحت عملية أخذ العلاج ميسرة جدا بوجود حبة واحدة فقط، مع الإشارة الى ان جميع الأدوية المتوفرة تعمل بشكل فعال على الفيروس فتقوم بخفض كميته في الدم وفي الخلايا بشكل كبير جدا مما يعطي الفرصة للخلايا المناعية باستعادة قوتها وارتفاع عددها إلى مستوى قريب من الشخص غير المصاب. وأوضح ان مرض نقص المناعة المكتسب هو مرض ناجم عن الإصابة بفيروس الايدز الذي ينفرد عن غيره من الفيروسات بكونه يصيب الجهاز المناعي فقط دون غيره من أجهزة الجسم فينهكه مع مرور الوقت ويصيب خطوط الجسم الدفاعية المسؤولة عن مكافحة الأمراض والجراثيم فيؤدي ذلك إلى ظهور مجموعة من الأمراض والأورام الانتهازية. وأضاف «بعد 4 6 أسابيع من دخول الفيروس الى الجسم تظهر اعراض مشابهة للزكام او البرد الشديد فيشعر المريض بارتفاع درجة الحرارة والسعال والصداع او القيء والاسهال وظهور طفح جلدي يصيب أجزاء الجسم وانتفاخ العقد اللمفاوية، مع التنويه الى أن هذه الأعراض تصيب حوالى 70% من المصابين فقط بينما لا يتذكر عدد من الناس أي أعراض أو مضاعفات، وتعرف الأعراض السابقة بالأعراض الأولية الحادة لفيروس الايدز وتختفي عند جميع المصابين بعد مرور عدة أسابيع من غير أي تدخل طبي أو علاجي». وبين الدكتور ولي ان طرق العدوى عديدة منها العلاقات غير الشرعية، وكذلك بين مثليي الجنس، وإبر المخدرات الملوثة حيث ينتشر المرض بين متعاطي المخدرات الذين يتشاركون في الإبر، او عن طريق الأم المصابة الى جنينها في حالة عدم اخذها عقاقير المرض التي تمنع انتقاله بشكل يقترب من 100%، وعن طريق الدم الملوث وتعتبر هذه الطريقة نادرة الحدوث هذه الأيام لأن جميع المستشفيات (بما فيها مستشفيات المملكة) تقوم بفحص الدم من الأشخاص المتبرعين والتأكد من خلوه من هذا الفيروس وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، او عن طريق بعض الممارسات الفردية التي تنقل المرض كعمل الوشم وغرس الحلق في الجسم الذي يتم في اماكن مشبوهة، ويمكن ان يصاب الطبيب او الممارس الصحي عن طريق وخزة بالابرة من الشخص المصاب وهذه حالة نادرة جدا. وأشار ولي إلى ان هذه هي الحالات التي تنقل المرض فقط وما عداها لا ينقله ابدا. وأفاد أن الإيدز لا ينتقل عن طريق الدموع، كما لا ينتقل عن طريق السلام أو المصافحة أو حضن الشخص المصاب، وبذلك يجب أن يعيش مريض الايدز في مجتمعه بشكل طبيعي ويختلط بأفراده وأهله من غير أي خوف حيث لا ينتقل المرض إلا بالعلاقة الجنسية الكاملة. الدكتور ولي نوه إلى ان الطريقة الوقائية الأهم تكون بالنسبة للزوج أو الزوجة غير المصابة، وذلك باتخاذ أساليب العزل عند ممارسة العلاقة الزوجية كما يستحسن توفر الأدوات الشخصية الخاصة بالمصاب واستخدامه لها بشكل فردي، كما لا يمكن للشخص المصاب التبرع بالدم، وبالنسبة للحوامل المصابات بالمرض فيجب وضعهن على أدوية المرض التي تمنع انتقاله للجنين، وغير ذلك لا يوجد أي داع أو سبب لأخذ أي احتياطات عند التعامل مع مريض الايدز. وأكد الدكتور ولي أن العقاقير الموجودة حاليا تجعل من مرض الايدز مرضا مزمنا غير قاتل شريطة أخذ العلاج كل يوم دون توقف، وقامت وزارة الصحة بتوفير العلاج للأشخاص المصابين وتقوم الدولة بعلاج المريض المصاب بالمرض على نفقتها وتبلغ التكلفة للمريض الواحد بين 70 80 ألف ريال سنويا، وتستمر مدة العلاج مدى الحياة مع التنويه الى أن الاستراتيجيات القديمة التي كانت تقوم على إعطاء المريض إجازة من الأدوية أو توقيفها قد أثبتت فشلها، ولذلك يستمر الشخص المصاب بأخذ العلاج بلا توقف تماما كمريض السكر أو الضغط. وخلص الدكتور ولي الى القول: نصيحتي كطبيب معالج تتمثل في عدة أمور جوهرية هي: تحول مرض الايدز إلى مرض مزمن غير قاتل حسب كل الأبحاث وحسب تصريحات الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إن معرفة هذه المعلومة هي سلاح لكل فرد في المجتمع ليتعامل مع مريض الايدز كأخ وفرد له كل الحقوق والواجبات في المنزل والعمل. ضرورة تقصي المعلومة الصحيحة من المصادر العلمية والبعد عن الحكايات والخرافات الكاذبة عن نشر المرض. تقبل المريض المصاب والأخذ بيده وإشراكه في جميع نواحي الحياة. بالنسبة للأشخاص المصابين أنصح بأخذ العلاج في المراكز الاستشارية التي وفرتها المملكة والبعد عن الأشخاص المشبوهين الذين يدعون بقدرتهم على علاج المرض. التأكيد على جميع المرضى وبث الأمل فيهم بتطور العلاج وتمكين المصابين من العيش مثلهم كمثل غيرهم من غير المصابين.