يبدأ عمل مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي، مع بداية توجه المعلمات والمعلمين والطالبات والطلاب إلى مدارسهم، فقبل تناول وجبة الإفطار مع أسرته، يمارس رياضة المشي بعد صلاة الفجر مباشرة، وهي الرياضة التي يحرص عليها بصفة يومية لما لها من فائدة كبيرة، كما يوجه بعض النصائح لأبنائه قبل مغادرتهم وتذكيرهم بالجد والاجتهاد، عقبها يتوجه الثقفي إلى مكتبه الواقع في مبنى إدارة التربية والتعليم، حاملا في أمانته مسؤولية البنات والبنين، وكل ما يتعلق بتعليمهم، فعند وصوله للإدارة يطمئن أولا على حضور كافة الزملاء في الوقت المحدد، ثم يطلب من مدير مكتبه كافة المعاملات الصادرة والواردة، التي تخص الطلاب والمدارس والمشاريع، ومتابعتها والتوجيه بحل كل الإشكاليات وتلبية جميع الطلبات دون تأخير. كان موعدنا مع مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة في العاشرة صباحا، حيث كان لقاؤنا ضمن جدول أعماله، فعند وصولنا كان باب مكتبه مشرعا كعادته، كونه يتبع سياسة الباب المفتوح طوال اليوم، وبحسب المراجعين الذين قصدوا مكتبه أشاروا إلى أنه يتمتع بصدر رحب ويتمتع أيضا بالمرونة وهو ما أكده كذلك الموظفون داخل الإدارة. سياسة الباب المفتوح ويلاحظ كل من يقصد مكتبه اعتماد الرجل سياسة الباب المفتوح، إذ يتيح للمراجعين سهولة عرض ما لديهم من قضايا مباشرة، لأن لديه القناعة الكاملة في أن من يأتي للإدارة إنما هو يبحث عن مساعدة أو حل مشكلة، وهي أمور يعدها الثقفي من الأنشطة المهمة جدا، لذلك خصص وقتا مفتوحا يوميا لاستقبال المراجعين سواء كانوا أولياء أمور أو طلابا أو معلمين، وبما يؤكد حرصه الشديد على متابعة كافة المشاكل التي يواجهها أولياء الأمور أو الطلاب، وتقديم الحلول العاجلة لها، ومن هذه الحلول إلحاق الطلاب والطالبات في مدارس قريبة من مقرات سكنهم بمضاعفة طاقات المدارس وذلك تقديرا لظروف بعض أولياء الأمور الذين يعانون انعدام وسيلة النقل لأبنائهم، فضلا عن استقباله للمعلمين من أصحاب الظروف الخاصة وطالبي النقل وسواه. كما يتمتع الثقفي بصدر رحب في الاستماع لمطالب المراجعين والموظفين ويوجه مباشرة بحل إشكالاتهم والصعوبات التي يواجهونها في أعمالهم، ويلاحظ أيضا متابعته الشخصية لكافة المعاملات والتأكد من انتهاء إجراءاتها. 60 دقيقة تكفي ويشمل يوم عمل الثقفي أيضا متابعة العمل داخل الإدارة عبر الاجتماعات المستمرة مع القيادات التربوية في إدارة تعليم البنين ورئاسة تعليم البنات، ومواصلة العمل في تطوير الحركة التعليمية في جدة، حيث يحرص كثيرا على جمع الإدارتين في اجتماع مشترك، ويكون التواصل مع الزميلات في الرئاسة عبر الدائرة التلفزيونية، وأن لا يطول الاجتماع لأكثر من 60 دقيقة ولمرة واحدة في الأسبوع وهنا يقول: «ما زاد عن ذلك يصبح مملا»، ويناقش الكثير من قضايا التعليم في جدة ويركز على المشاريع، التطوير، المشاكل التي تواجه المدارس، والخروج بالتوصيات والقرارات التي تخدم التعليم، ومن ثم مراجعة القرارات والتوصيات ومراحل تنفيذها قبل عقد الاجتماع التالي، ويضيف: نسعى في الوقت الحالي إلى إدارة الاجتماع في الإدارتين في وقت واحد، بحيث يعقد الاجتماع في إدارة تعليم البنين للرجال، وعبر الدائرة التلفزيونية للزميلات في الرئاسة والتواصل معهم عبرها. زيارة ومتابعة ويتخلل العمل في إدارة تعليم جدة الكثير من الأنشطة الميدانية والتي يوليها الثقفي الكثير من الاهتمام وتشمل الزيارات المبرمجة للمدارس، أو مشاهدة مشروع قائم أو الاطلاع على أوضاع المدارس وما تحتاجه، وأيضا الجولات المفاجئة لمدارس جدة بصفة عشوائية، قبل بدأ الطابور الصباحي للوقوف على العملية التعليمية بعيدا عن برتوكولات الاستقبال، وفي هذا الصدد يشير الثقفي أنه لم يواجه ما يعكر صفو انسيابية العملية التعليمية أثناء زياراته المفاجئة وبما يدلل على وجود رجال يقفون وراء تعليم جدة يسجل الإنجاز والإبداع لصالحهم، مؤكدا أن مديري المدارس يحملون على عاتقهم أمانة عظيمة وهي المحافظة على سلامة الطلاب الجسدية والفكرية، خصوصا وأن الإدارة تؤكد في كافة اجتماعاتها على ضرورة التواصل بين المعلم والطالب عبر الحوار الآمن وأسلوب الإقناع. ويضطلع الثقفي، فضلا عن هذا بمتابعة المكاتب التربية والتعليم الفرعية، وهي ستة مكاتب بنين وأربعة مكاتب بنات في جدة إضافة إلى رابغ وخليص، وهذا الحراك اليومي يمنح مدير التعليم في جدة، تصورا كاملا لما يدور في المدارس، ويساعد في ذلك الصلاحيات المطلقة الممنوحة لإدارات المكاتب للتعامل مع كافة المهام الواجبات والخدمات التي تواجه المدارس. برامج طلابية وعن الأنشطة المختلفة لتعليم جدة أكد الثففي، أن نشاطات التعليم لا تنتهي كونها تتعامل مع فئة عمرية كلها نشاط وحيوية، ما دعا إدارته إلى تنفيذ عدة برامج طلابية للارتقاء بجانب النشاط الطلابي الذي يمثل محورا هاما في العملية التعليمية، إضافة إلى تبني تعليم جدة للمواهب العلمية والفنية، وبسببه حصد طلاب المحافظة مراكز وجوائز عالمية في مجالات الاختراعات، الابتكارات، الفنون التشكيلية والخط العربي، مؤكدا على التكريم الذي أصبح سمة لتعليم جدة، حيث يكرم الطلاب المميزون، الطالبات، المعلمون والمعلمات، المشرفون والمشرفات إضافة إلى مديري المدارس والمديرات عبر مكاتب التربية والتعليم التابعة للإدارة. بعد يوم عمل مليء بالواجبات والمهام واستقبال المراجعين، ومع نهاية الساعة الثالثة والنصف عصرا، يعود الثقفي إلى منزله لتناول وجبة الغداء مع أسرته وأخذ قسط من الراحة، لتبدأ أعمال المساء التي يتواصل فيها العمل التربوي من خلال الاجتماعات والمناسبات المرتبطة بالتعليم بمشاركة جهات حكومية أو خاصة، وهي لقاءات تتواصل على مدار الأسبوع بدءا من السبت وحتى الأربعاء، فيما خصص يوم الخميس من كل أسبوع لممارسة السباحة وهي هوايته المفضلة. حالة الاستنفار وعن أهم المشاريع التعليمية، ذكر الثقفي مدارس الأحياء المخصصة لمدينة جدة وعددها 106 مدارس بنين وبنات تهيئ وتفتح للأنشطة المسائية، ويضيف: لدينا مشروع الملك عبدالله للتطوير والتعليم، في 30 مدرسة بنين وبنات، كما لدينا مشروع مدرسة الموهوبين التي تعد من المدارس النوعية وأول مدرسة حكومة لرعاية الطلاب الموهوبين. ومع بداية العام الدراسي تبدأ حالة الاستنفار القصوى ويكون العمل مكثفا وهي المرحلة المهمة التي تتطلب عملا متواصلا وترتيبات معدة مسبقا، وتوفير كافة الاحتياجات لجميع المدارس وتهيئتها بالشكل المطلوب، إذ تحرص الإدارة على إعداد الخطط لبداية العام الدراسي، خصوصا الأربعة أسابيع الأولى والاستفادة من الأعوام السابقة، وهنا يؤكد الثقفي، أن مدينة جدة تواجه زيادة سكانية نتيجة رغبة الكثيرين من سكان الضواحي والمناطق البعيدة الإقامة والسكن في جدة لذلك نسجل ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف طالب سنويا من هذه الفئة ما يعني جهدا مضاعفا على الإدارة.