يشكل انتشار مجهولي الهوية ومخالفي نظام العمل والعمال في محافظات وقرى منطقة عسير ظاهرة سلبية تهدد أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، في ظل الممارسات الخاطئة التي تمتهنها هذه الفئات؛ حرصاً على الكسب المالي بأي وسيلة حتى وإن كانت بطرق غير مشروعة، من خلال ترويج المسكرات وتشكيل العصابات وحمل الأسلحة البيضاء. وفيما تحاول الجهات الأمنية جاهدة للحد من هؤلاء المخالفين عبر تنفيذ حملات تستهدف مقارهم وبؤرهم الإجرامية والأحياء التي يتسترون خلفها، يساهم البعض من المواطنين في وجود المجهولين في المنطقة عبر التعاقد معهم للعمل بأسعار زهيدة، ما جعلهم ينتشرون بنسب مرتفعة في الطرقات وأمام الإشارات الضوئية والميادين العامة وجوار ساحات المساجد والجوامع، لاسيما في الجهة الشرقية من محافظة أحد رفيدة وبالتحديد في أحياء لزمة ومخبأ وقرى آل لوط والفرعين وجوف آل الشواط والهضب ومركز الواديين، بالإضافة إلى محافظات سراة عبيدة وظهران الجنوب وخميس مشيط. يقول عبدالله آل لجهر، لاحق مائتا شخص من قبيلة آل الشواط صباح الجمعة الماضية مجموعة من مجهولي الهوية، وتمكنوا من إلقاء القبض على ثلاثين شخصاً منهم تم تسليمهم إلى الجهات المعنية فيما تمكن البقية من الهرب إلى الجبال باتجاه محافظة خميس مشيط، وذلك بعدما تعرض أحد أفراد القبيلة لإصابة بطلق ناري نقل على إثره إلى قسم العناية المركزة في مستشفى القوات المسلحة، مطالباً الجهات المعنية بتنفيذ حملات أمنية للقبض على مجهولي الهوية مع العمل على تنظيم دورات توعوية للمواطنين للحد من تعاملهم مع هؤلاء المخالفين، ما سيحد كثيراً من أعدادهم الكبيرة المنتشرة في المنطقة ككل. ويقترح سعيد بن حمدان إقرار عقوبات مالية رادعة بحق المواطنين الذين يتعاملون مع مجهولي الهوية؛ كونهم يشجعون على استمرار واستفحال هذه الظاهرة ذات الأبعاد السلبية والخطرة من خلال تشغيلهم لهؤلاء المخالفين، الذين تسببوا في ظهور العديد من الجرائم والممارسات الخاطئة والدخيلة على أهالي عسير. وأضاف: الأعداد الكبيرة من مجهولي الهوية المنتشرين في المنطقة ككل، تستدعي تنظيم حملات أمنية ميدانية بشكل منتظم ومجدول للقبض عليهم وترحيلهم إلى أوطانهم. واشتكى ناصر العبيدي من انتشار مجهولي الهوية في الأودية والشعاب وقمم الجبال واتخاذهم من هذه المواقع المنزوية مخابئ لصنع المسكرات وترويجها طمعاً في الربح المالي. وأشار إلى أن الجرائم المتعددة لمجهولي الهوية تتطلب إعداد دراسة تفصيلية عن الطريقة التي دخلوا بها إلى البلاد، يمكن من خلالها الحد من الأعداد الكبيرة المنتشرة في محافظات وقرى منطقة عسير. وأشار محمد الشواطي إلى أن تواجد مجهولي الهوية لا يقتصر على الرجال فقط، بل يوجد العديد من النساء اللواتي يحملن أطفالا رضعا يستعطفون بهم الأهالي أمام الإشارات الضوئية وفي الطرقات والشوارع العامة. من جانبه، أكد مدير شرطة منطقة عسير اللواء عبيد الخماش تنفيذ حملة أمنية واسعة لتعقب مجهولي الهوية ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل خلال الثلاثة أيام الماضية على فترتين صباحية ومسائية، وشملت جميع المحافظات والمراكز، وقد أسفرت عن ضبط 1371 مجهولا من الجنسية الأفريقية، و709 من جنسيات أخرى، مشيراً إلى أن هذه الحملة تأتي استجابة لتوجيهات وزارة الداخلية وأمير منطقة عسير الرامية إلى تعزيز الأمن وضبط كافة العناصر التي من شأنها الإخلال به، وتطبيق الأنظمة بحقها، مضيفا أن شرطة المنطقة ستواصل تنفيذ حملات مماثلة وفقا للخطة المعتمدة.