يحاول البعض عبثا كشف حقيقة إخلاص شريك حياته، إلى أن وصل الأمر أحيانا إلى طرح العديد من الأسئلة التي تتعلق بمدى إمكانية كشف خيانة الزوج أو الزوجة عبر التنويم المغناطيسي في محاولة لاستدراج المنوم للبوح بما داخله من أسرار يصعب الكشف عنها في حال اليقظة. وفي حين قالت عدد من النساء ل «عكاظ» بأنه لو يتم التأكد من أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يكشف أسرار الزوج، لبادرن على الفور إلى تنفيذ ذلك، وتعلم أصول هذا الفن وممارسته بأنفسهن على أرض الواقع، كشف أخصائي التنويم الإيحائي، المختص في العلاج النفسي، والعلاقات الأسرية، الدكتور زهير خشيم ل «عكاظ» بأنه لا يمكن من خلال التنويم المغناطيسي والإيحاء، كشف الخيانات الزوجية من خلال تطبيق الزوجة لهذا العلم على زوجها، كما لا يمكن ممارسة التنويم الإيحائي (المغناطيسي) عموما إلا بموافقة الشخص ورغبته في الخضوع لهذا النوع العلاجي، ولا يمكن إدخاله قهرا في حالة من التنويم، وهو ما تشير إليه الدراسات والأبحاث العلمية. وأوضح خشيم بأن الشخص المنوم لا يفقد وعيه أو شعوره كاملا، على أن يظل متحفظا بقدر من الوعي وقسط من الإدراك، تجعله يشعر بما يحيط حوله أثناء العملية التنويمية. وأكد أن المريض يفقد إرادته تحت التنويم أمر غير حقيقي، وأثبتت الكثير من الدراسات أن الانفصال يكون جزئي وليس كاملا، وأكدت العديد من الدراسات والأبحاث مثل دراسات دلبوف، و برنهايم، و ليجو، ومول، بأن الشخص النائم يتمتع بقسط كبير من الإرادة وقوة المقاومة، وأن القول بسلب الإرادة كاملة تصور خاطئ وغير علمي، مشيرا إلى أن ظاهرة التنويم الإيحائي ظاهرة نفسية طبيعية قريبة الشبه بحالة النوم الطبيعي، ولكن الفرق بينهما أن النوم يتم من خلال عناصر ذاتية داخلية، أما التنويم فهو أحداث تلك العناصر نتيجة لتأثيرات خارجية، وكثيرا ما يطلق عليه اسم النوم الاصطناعي، ولا يخلو إنسان من درجة من درجات الاستعداد لهذا النوم وان اختلفت الدرجة، ولذلك فهي ظاهرة طبيعية وليست مرضية. وبين الدكتور خشيم أن التنويم ليس خطرا مثلما يعتقد البعض، وذلك لما له من فوائد علاجية ولم ترد حالات عن خطورته إذا تم ممارسته تحت إشراف معالج متخصص، وتحت إشراف طبي، بل على العكس تماما، ويستخدم كأحد المداخل العلاجية الهامة مع الفنيات والأساليب العلاجية الأخرى، حيث يصبح المدخل التكاملي والنظر للإنسان من مدخل بيولوجي نفسي اجتماعي، وهو المنهج الذي تتبناه WHO منظمة الصحة العالمية.