كنت ومازلت من المغرمين بما كتبه روادنا الأوائل من مقالات في صحافتنا المبكرة صحافة الأفراد لإعجابي بما يطرحونه من قضايا وما يناقشونه من موضوعات، ولعلي أستعرض شيئا مما كتبه شبابنا في الماضي قبل أكثر من خمسين عاما وبالتحديد 80 1381ه ، إذ كان معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان يحرر صفحة أسبوعية في جريدة (القصيم) بعنوان: (عالم الشباب) وصفحة أخرى نصف شهرية (سلطات فكرية) يحررها الشقيقان معالي الدكتور عبدالرحمن الحمد السعيد وأخوه أحمد، عندما كانا طالبين في المدرسة الثانوية الوحيدة في الرياض (اليمامة). لقد أعجبني أسلوب وطريقة مناقشة بعض القضايا ضمن زاويتهما فلعلهما يعودان لنا من خلال صاحبة الجلالة لمواصلة الكتابة مثل السدحان بالرغم من مشاغله في الأمانة العامة لمجلس الوزراء. فلعلي أذكر الأخوين معالي الأستاذ عبدالرحمن السعيد المستشار في الديوان الملكي وشقيقه أحمد رجل الأعمال المعروف ,باستعراضي لبعض حلقات زاويتهم الشهيرة لتعيدهم لنا من جديد بدءا من العدد (64) بتاريخ 13/ رمضان / 1380ه الموافق 28 / فبراير / 1961م بالرغم من أن هناك محاولة سابقة في العدد (35) بتاريخ 16 / صفر / 1380ه الموافق 9 / أغسطس / 1960م، لم يكتب لها الاستمرار، والتي كتب بها عبدالرحمن السعيد تحت عنوان: (من مسرح الحياة .. سلطة المجتمع) والتي تعالج بعض القضايا الاجتماعية ومنها الدعوة لتعليم البنات. ومن العدد (68) الصادر بتاريخ 4 أبريل 1961م أصبح عنوان الصفحة (سلطات فكرية) بفتح السين واللام والطاء وتسكين التاء والتي افتتحها محرروها بقولهم للقراء: «.. لتعلموا أنها لن تحيد عن الجادة التي سارت عليها والتي استحقت القصيم بها عن جدارة أن تكون صحيفة الشعب المحبوبة، ففيها الصراحة، وفيها القوة، وفيها الحكمة، وفيها الاعتدال ( ... ) فكل ما نطلبه منكم أن ترشدونا إن أخطأنا، وأن تسددوا خطانا إن رشدنا، وألف شكر لكم حين تهمسون، وحين توجهون .. إلخ». ومن العدد (72) نجدهم يبشرون القراء ببداية تنفيذ ما خطط لهذه الصفحة، وهاهما يقدمان : «.. مجموعة من المقالات التي تدور حول الفكر مع الدين والأدب والاجتماع والعلم واللغة بأقلام مختصين وذوي كفايات علمية في هذه الموضوعات، وحسبنا من ذلك أن هذه الصفحة طبق للسلطة وهي غذائية .. إي والله .. ولكنها ليست بدنية .. بل عقلية وفكرية للعلوم جميعها» . وفي العدد (79) الصادر في 27 يونيو 1961م يفتتح العدد ب (بحوث أدبية: مساهمة الأدب في القضايا العربية 1 فلسطين )، يستعرض تاريخها وقضيتها وأسباب نكبتها .. إلخ. وفي العدد التالي (81) الحلقة الثانية تخصص لقضية (الجنوب العربي) مع تخلي عبدالرحمن عن تحرير الصفحة والاكتفاء بشقيقه أحمد، مع عدم انتظام صدورها حسب مواعيدها.. إلا أنها من العدد (92) تعود منتظمة بعد عودة محررها من زيارة للقاهرة فنجده يتحدث عن الطلاب السعوديين وهم في طريقهم إلى الدراسة في أمريكا وألمانيا وغيرهما وكيف يتغلبون على الغربة في سبيل العلم. وفي العدد (94) نجده يتحدث عن (ندوة العقاد) بالقاهرة. وفي العدد (99) يجري مقابلة مطولة مع عباس محمود العقاد في صالونه الأدبي وذكرياته في مكتبات القاهرة. وبهذا العدد تنتهي علاقته بالجريدة لانتقالها إلى رئيس تحرير جديد هو صالح السليمان العمري الذي يخالف توجه من سبقه. فهل يستجيبان بالعودة إلى الكتابة ؟ فلديهما الكثير مما يختزنانه من علم ومعرفة وتجارب يحتاجها المجتمع وتتسع لها الساحة. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة