تدرس وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التوسع في ترجمة خطب الجمعة للجاليات غير العربية في المناطق التي تكثر فيها، وذلك بعد دراسة مستفيضة لنسبة الجاليات في المناطق واللغة التي تناسبهم. من جهته، بين ل «عكاظ» مدير إدارة الأوقاف والمساجد في محافظة جدة الشيخ فهيد البرقي، أن الوزارة تحرص على تنفيذ ترجمة الخطبة للجاليات غير العربية من خلال مترجمين معتمدين من قبل الوزارة. وأفاد البرقي أنه تتم ترجمة الخطبة بعد صلاة الجمعة في المناطق التي تكثر فيها العمالة الوافدة بحسب اللغة التي يتحدث فيها السواد الأعظم من الحاضرين، موضحا أن المترجم يقوم بإلقاء الخطبة مختصرة بعد الصلاة، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق بين المترجم والخطيب للتحضير مبكرا لها واستيعابها قبل إلقائها أمام العمالة. وشدد البرقي على وجود آلية متعمدة لاختيار المترجم من قبل مكاتب التعاونية لدعوة الجاليات في جميع مناطق المملكة بحيث يملك مؤهلا شرعيا، ويمتلك قدرة على الإلقاء واجتاز عدة اختبارات، وعرف فكره ومنهجه ومستوى علمه، مؤكدا على أن الهدف من ترجمة خطبة الجمعة إيصال معانيها لكل الحاضرين بيسر وسهولة حتى يستفيدوا منها، مبينا أن المترجم يراعي اختلاف الفروقات الثقافية للعمال ففيهم الطبيب والمهندس والفني والعامل، مشددا على ضرورة أن تناسب الخطبة جميع المستويات. ولفت مدير إدارة الأوقاف في محافظة جدة على أن الوزارة تحرص على ترجمة خطب الجمعة إذا رأت هناك حاجة لذلك. من جهته، طالب الأمين العام للهيئة العالمية للمسلمين الجدد الشيخ خالد الرميح، بضرورة تبني مشروع من الجهات المعنية لترجمة خطب الجمعة للجاليات غير العربية في المناطق التي تكثر فيها على غرار تجربة بعض المساجد. وقال ل «عكاظ»: لاشك أن المملكة تعتبر أكثر الدول الإسلامية احتضانا للجاليات غير العربية، حيث يتواجد فيها حوالى ثلاثة ملايين وافد غير عربي أغلبهم من شبه القارة الهندية، سواء كانوا من الباكستانيين أو الهنود أو البنجلاديشيين، بالإضافة للإندونيسيين والفلبينيين والأفارقة بجنسياتهم المختلفة الصومالية والتشادية والنيجيرية وخلافهم والذين أتوا للعمل في السعودية لضرورات اقتصادية، مؤكدا على أن السواد الأعظم منهم لا يجيدون التحدث باللغة العربية فكيف يمكنهم فهم خطبة الجمعة؟!، بل إن بعض هولاء الجاليات تتحدث اللغة الإنجليزية. ووصف الرميح إلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية فقط والاكتفاء بذلك قصورا من الخطباء بحق الجاليات، رغم أنه لا يوجد أي محظور شرعي يمنع من إلقاء الخطبة بلغات أخرى غير عربية. واقترح الأمين العام للهيئة العالمية للمسلمين الجدد تخصيص مساجد في المناطق التي تكثر بها جاليات من جنسية معينة ولغة مشتركة تكون خطبة الجمعة بلغتهم، وبالتالي يتوافد على هذا المسجد معظم أبناء هذه الجالية من الأحياء الأخرى داخل المدينة، مشيرا إلى أن هذا يعطي راحة أكثر للجاليات، إضافة لأن هذا الأمر حق من حقوق الجاليات العاملة لدينا. وأضاف الرميح «هناك اقتراحات عديدة أخرى يمكن أن ننفذها كي نوصل خطبة الجمعة باللغة التي تفهمها الجاليات، ومنها أيضا أن تلقى الخطبة الأولى باللغة العربية والثانية باللغة التي يفهمها الجالية التي تكثر في نفس المنطقة، وهذه الطريقة يعمل بها في المراكز الإسلامية المنتشرة في أوروبا وامريكا». ووضع الرميح هذه المقترحات بين يدي وزارة الشؤون الإسلامية التي تختار ما يناسبها وتنفذه حسب الحاجة وفي المساجد التي تريد.