«ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه»، لأحمد الأمين بن فضل الله المحبى (ت 1111ه).. رسالة علمية نال بها الدكتور عبدالعزيز بن صالح العقيل الدكتوراة، تحولت فيما بعد إلى كتاب علمي، ليحصل بعدها على جائزة العام لنادي الرياض الأدبي، ويكرم حاصدها الليلة في حفل يقيمه النادي بحضور وزير الثقافة والإعلام. الكتاب الذي يعد معجما لغويا من خمسة أجزاء ينقسم بين الدراسة والتحقيق؛ الأول قام به سعود بن عبدالله آل حسين والثاني (من حرف الذال إلى نهاية الكتاب) درسه وحققه الدكتور عبد العزيز العقيل. ويجمع الكتاب بين اللغة والتراث والتاريخ والأماكن وعلم الرجال، وأشار إليه المرادي وإسماعيل باشا وبروكلمان، وهو موجود كما أوضح العقيل في مكتبة أحمد الثالث في تركيا، والمكتبة الوطنية في تونس، ومكتبة عارف حكمت، وغيرها من المكتبات المصرية والتركية. ويضيء الكتاب جوانب من التراث اللغوي ويقدم صورة أدبية وثقافية عظيمة الفائدة، وزاد معرفة من خلال تعريفات بالأماكن والرجال، ومفردات اللغة، وما غمض من هذه المفردات. وفي القسم الثاني من الكتاب يجد القارئ نفسه مبحرا في عوالم مختلفة ومتفرقة، لأنه كما وصفه العقيل أحد المعجمات اللفظية المتخصصة، التي اعتنت بجمع المداخل اللغوية المضافة التي كثيرا ما ترد في النثر والشعر ويتحاورها الناس في أحاديثهم. ويرى العقيل أن بعض الأمم المتفرقة اليوم تبحث لها عن جذور معرفية وتاريخية، وتكلف الباحثين وتنفق المبالغ الضخمة على التنقيب عن إسهام غابر ولو كان متواضعا في تشكيل المعرفة الإنسانية، وكلما خاب مسعاها عمدت إلى تزوير الحقائق وتزييف الروايات، حتى تشكل لها تراثا من غاراتها على تراث الأمم الأخرى. وأكد العقيل، أن المعجم اشتمل على عدد من النصوص والآراء والإعلام، وكتب لا يزال بعضها مجهولا ومفقودا، مشيرا إلى أن المعجم يمكن المطلع عليه من التعرف إلى ملامح مؤلفات عصره عامة وفي المجال اللغوي خاصة، وما أضافه وطوره في المنهج لإعداد معجم لفظي في التراكيب المضافة، ومدى التزام هذا المؤلف ضبط مادته وعزوها إلى مصدرها، والاحتفاء بالشواهد وتنوعها، ومحاكمة الآراء والتزام أدب الحوار والاختلاف ولغة الكتابة وأسلوبها من حيث سلامتها من اللحن والبعد عن الغموض والتعقيد، ومدى عناية المؤلف بالتعرض للمباحث اللغوية واللفظية والدلالية. ويوضح العقيل سبب اختياره للكتاب، أنه أحد المعجمات اللفظية المتخصصة التي اعتنت بها مجمع المداخل اللغوية المضافة، وكثيرا ما ترد في النثر والشعر ويتحاورها الناس في أحاديثهم خاصتهم وعامتهم، من ذلك قولهم: «ابن جلا، وابن السبيل، وسبيل الله، وقوس حاجب، ويوم ذي قار، وغير ذلك»، وقد بذل مؤلفه جهدا في لم شتات آثار السابقين له وإضافة ما فاتهم وما استجد، وخاصة في مجال المعرب والدخيل والمصطلحات.