أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، على ضرورة وضع جدول زمني لمشروع تطوير منطقة الهدا (غربي محافظة الطائف) لا تتجاوز مدته ثلاث سنوات، مع تشكيل فرق عمل في المنطقة من الجهات ذات العلاقة لدعم تنفيذ المشروع. واطلع الأمير خالد الفيصل على مراحل الدراسة المقدمة من الاستشاري مطور المشروع، خلال اجتماع عقده في مكتبه في مقر الإمارة أخيرا، مطالبا بوضع ضوابط لواجهات المباني في منطقة الهدا. وفيما وعد فريق عمل الدراسة بإنهائها مطلع ربيع الأول المقبل، بعد إنجاز 85 في المائة منها، تضمنت الخطوط الأولية لها، تحليل الموقع، إعداد قاعدة بيانات شاملة للهدا، تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية، وضع البدائل لتنمية المنطقة، وضع مخطط تنمية الهدا، مخطط هيكلي، مخطط استعمالات أراضي، تحديد الضوابط العمرانية واشتراطات البناء. مراعاة الموقع الإستراتيجي حرصت الدراسة على مراعاة الموقع الاستراتيجي للمحافظة من جهة الارتباط بمكةالمكرمةوجدة، عبر طرق سريعة تسهل الوصول إلى الطائف، إذ يستطيع أكثر من خمسة ملايين نسمة الوصول إلى الطائف خلال ساعتين بالسيارة، فضلا عن وجود مطار على المستوى الإقليمي، يجري فيه تشغيل بعض الرحلات الدولية، مع إمكانية إنشاء المطار الجديد لتشغيل أكبر عدد من الرحلات الإقليمية والدولية، وهو ما يمكن أكثر من سبعة ملايين نسمة من الوصول إلى الطائف خلال ساعتين طيران، إضافة إلى الاعتبارات المكانية، تجري مراعاة الجوانب الإقليمية والمحلية للموقع مع الأخذ بعين الاعتبار محاور: التأثير المحيطي للمشاريع المجاورة، الاستراتيجيات والسياسات الوطنية والإقليمية، الجوانب الاقتصادية والبيئية والبنية التحتية. وبينت الدراسة أن التحديات التي تواجه الهدا، تتمثل في نقص الخطط وأنظمة البناء، ما قلل من اهتمام المطورين، تعدي بعض المشاريع على خصائص المنطقة الطبيعية، إلى جانب عدم الاهتمام بتنفيذ مشاريع لإحياء تراث المنطقة، قلة الأنشطة السياحية، اقتصاد موسمي، وعدم وجود هوية وإحساس بالمكان. فرص استثمارية حددت الدراسة الفرص الاستثمارية في منطقة الهدا، وتتمثل في الخصائص الطبيعية، سمعتها كمنطقة سياحية، اهتمام من الدولة، أنشطة زراعية على مدار السنة، ومراعات كثير من المباني لطبوغرافية المكان. وأخذت الدراسة في الاعتبار الاستراتيجية الوطنية التي تقع في نطاقها منطقة الهدا، وتتمثل في خطة التنمية التاسعة، المخطط الإقليمي لمنطقة مكةالمكرمة، استراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة، زيادة الكثافة السكانية، تطوير مشاريع إسكانية للعائلات (فلل)، استغلال الأراضي الفضاء وتطوير أولويات للإسكان. وتتسق الدراسة مع الاستراتيجية الوطنية في الجوانب السياحية، ويتمثل ذلك في الاستفادة من الإنفاق الحكومي على قطاع السياحة البالغ سبعة مليارات ريال، زيادة الإنفاق في البنى التحتية ومشاريع تطوير وتدريب القوى العاملة، توعية السكان بدور السياحة، تنشيط المهرجانات السياحية، التعريف بالإرث العمراني، التعريف بالسياحة البيئية، فضلا عن الاستراتيجية الوطنية الزراعية، التي تستهدف زيادة دور الزراعة في تنشيط الاقتصاد، تحسين زيادة استغلال الموارد الطبيعية كالري بطريقة مستدامة، تنمية الأداء الاقتصادي للزراعة، تسهيل الاستثمار الزراعي في الأبحاث أو الإنتاج، والحفاظ على البيئة. وحدد الاستشاري نقاطا مهمة لزيادة وتيرة التطوير في منطقة الهدا، تتمثل في الاستثمار المحلي، تنشيط الاقتصاد المحلي، فضلا عن زيادة الأماكن السياحية وأماكن السكنى. وأفادت الدراسة أن فريق استشاري المشروع اجتمع مع أصحاب العلاقة من مطورين ومستثمرين، وتوصلوا لنقاط مهمة لحركة التطوير تمثلت في الرغبة في تغير أنماط التخطيط الحالية، تغيير الإجراءات البيروقراطية، الرغبة في المحافظة على الإمكانات الطبيعية والزراعية للمنطقة، تعاون أكبر بين الدوائر والهيئات الحكومية، الحاجة لزيادة وتحسين المناطق المفتوحة وواجهات المباني والشوارع إيجاد استثمار أكثر في المحافظة على التراث العمراني. رؤية أولية للتطوير وضعت الدراسة رؤية أولية لتطوير منطقة الهدا، تستند على كون المنطقة تشتهر بمكانتها السياحية على مستوى المملكة، لما تمتلكه من طبيعية جبلية خلابة، وتهدف إلى جعل الهدا منطقة سياحية على مدار السنة وتتميز بنظام بيئي مع توفير المنطقة بيئة عائلية آمنة بحيث يستمتع السكان والزوار بجمال المكان. وتؤكد الدراسة ضرورة العمل على إدارة التطوير العمراني بمنهجية مستدامة عبر تولي مسؤولية إنشاء خطة تطوير عمراني مع ضوابط واشتراطات، هدفها تحسين النمو العمراني في الهدا، ملاءمة النمو المحلي مع النمو الإقليمي للمحافظة، الحفاظ على الموارد الطبيعية، تنشيط الجوانب الاقتصادية والمعيشية لسكان الهدا من خلال إنشاء معايير تخطيطية جديدة، للحفاظ على المقومات البيئية، تصميم وتطوير استراتيجية إدارة النواحي البيئية، الإنفاق على الخطط والأفكار التي تساعد على زيادة الإنتاج الزراعي، بهدف المحافظ على القيمة العالية للمنطقة، سواء كانت طبيعية، اقتصادية، أو بصرية، إضافة إلى إيجاد فرص آمنة ومحددة تتفاعل مع الطبيعية، وتطوير الأنشطة الزراعية بطريقة مستدامة. كما ستعمل خطة التطوير على الارتقاء بالجانب البصري من خلال إيجاد صورة ذهنية حية ونشطة للهدا، ما يستوجب تحسين المناطق المفتوحة والشوارع، تطوير نوعية الفراغات العمرانية، تحسين الواجهات العمرانية سعيا إلى العمل على التنوع في الأنشطة خارج المباني، إيجاد شوارع ذات بيئة حية، تشجيع حركة المشاة والحد قدر الإمكان من مرور السيارات في بعض الأماكن. وتركز الدراسة على جعل الهدا وجهة سياحية رئيسة على مدار العام بمنهجية مستدامة، مسؤوليتها إعادة هوية الهدا السياحية بما يتوافق مع النسق الإقليمي لمحافظة الطائف بهدف إيجاد فرص استثمارية فعالة، زيادة الأماكن السياحية في الهدا، زيادة السياح في الهدا، كما تسعى الدراسة لتقوية الاقتصاد المحلي لسكان المنطقة من خلال استثمارات القطاع الخاص بطريقة مستدامة، من خلال إنشاء إستراتيجية طويلة المدى لتطوير الهدا، تخصيص مناطق للتطوير السياحي، تحسين المرافق والخدمات لتلبية حاجات السياح، تهيئة المناخ الاستثماري من قبل القطاع العام للقطاع الخاص، بهدف زيادة نسبة التوظيف، تسويق الهدا على أن تكون مكانا بمناخ استثماري ناجح وزيادة فرص الاستثمارات السياحية في الهدا. نماذج التطوير اقترحت الدراسة نماذج تطوير عدة بحسب تجارب دولية رائدة في هذا المجال، إلا أنها أكدت ضرورة أن يتضمن النموذج المقترح: الحفاظ على البيئة، تشجيع الأنشطة الزراعية، وضع الضوابط واشتراطات البناء التي تساهم في إعادة الهدا لمكانتها السياحية. واستعرضت ثلاثة نماذج عالمية في هذا الخصوص طبقت في مدن سياحية عالمية مثل إيطاليا وأستراليا وفرنسا هي: نموذج المحور السياحي، نموذج الوجهة السياحية، ونموذج التطوير الممتد. وعلى رغم أن نموذج الوجهة السياحية كان هو السيناريو المرجح لتطوير منطقة الهدا، إلا أن الدراسة قررت دمج بعض مزايا السيناريوهات الأخرى بما يتناسب مع النسيج العمراني والإجتماعي للهدا، وصولاً إلى اشتمال السيناريو المرجح على الأمور الآتية: تمركز الأنشطة ذات الجودة العالية، تحسين الوصولية لمحور الهدا، إيجاد ضوابط عمرانية قوية، المحافظة على البيئة الطبيعية للمنطقة، الاهتمام بالمناطق المفتوحة، والاهتمام بتصميم منطقة الجرف لتأمين الرؤية.