ها هي مدرسة جديدة يكتشف أنها غير صالحة للعيش الآدمي، فقد أخلت إدارة الدفاع المدني في صامطة 500 طالبة من المجمع التعليمي في قرية بعد سقوط إحدى الطالبات في بيارة الصرف الصحي داخل المدرسة، وأنقذت من الموت بأعجوبة. من السهل أن نصب جام غضبنا على مديرة المدرسة ونطالب بفصلها كحل لهذه المشكلة، ولكن هل القضية تقف عند مدير مدرسة مهمل في عمله، أم أن مدير/ مديرة المدرسة يوضع بين خيارين إما أن يصعد شكواه فيفصل أو يصمت حتى لا يرسل له لجنة لتحقق معه وتسبب له مشاكل؟ يخيل لي أن هذا السؤال سيجعل الرأي العام ينقسم على نفسه، ففئة تتبنى أن الأمر مرتبط بتقاعس المديرة/ المدير وأنه لا يهتم ولا يكترث بحماية الطلاب لغياب الإنسانية، وفئة ستؤكد أن القضية مرتبطة بثقافة الخوف لهذا يصمت المديرون. وتضطر الوزارة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وينشغل المجتمع عن نتائج اللجنة بسبب سقوط جديد لطالب/ طالبة ببيارة أو احتراق مدرسة جديدة، فتتوه اللجان، ولكن في عصر ثورة الاتصالات هذه، هل يحتاج الأمر للجان تحقق بمثل هذه القضايا. تخيلوا أن مديرة المدرسة في صامطة مرتبطة مدرستها بالإنترنت، وهناك ما يسمى «سيرفر» يربطها بمدير إدارة التعليم بصامطة ومديره، فتضع شكوى عدم وجود غطاء «للبيارة» لمديرها ومديره، وأن على مديرها أن يرد على مديره يشرح كيف تم حل المشكلة، أو يرفع لمديره بهذه الحاجة في نفس الوقت يضع نسخة أخرى في «سيرفر» المسؤول عن مديره، وهكذا. هل سيحتاج الأمر لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، أم كل ما يحتاجه الوزير أن يدخل على كمبيوتره ويفتح «السيرفر» الذي يربط المديرة بمديرها؛ ليرى هل رفعت شكوى للمسؤول عنها؟ وإن رفعت هل بلغ المسؤول عنها مديره، وهكذا إلى أن يعرف من عطل شراء غطاء «بيارة»، ويصدر عقوبة بحق المسؤول بدل أن تشكل الوزارة لجنة تستنزف انتدابات تصل لعشرات الألوف، فيما قيمة غطاء بيارة لا يتجاوز مئات الريالات. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة