أخيرا وبعد انتظار طال أمده، حققنا حلما في مجتمعنا المكي وبكوادر سعودية من الفتيات الماهرات، تمكنا من إطلاق مطعم نسائي يتمتع بالخصوصية ويحافظ على التعاليم الدينية.. هكذا بدأت حليمة مرزا صاحبة المطعم النسائي، والسعادة بادية على وجهها بولادة المشروع الذي طغى على تفكيرها لمدة من الزمن، فحليمة التي خطت أولى الخطوات في مشوار المليون خطوة، عبر تدريب بعض الفتيات في فنون الطبخ في منزلها قبل الشروع في التنفيذ، هذه المشاريع، انتزعت إشادة المهتمين بالتجارب النسائية التي تهدف إلى القضاء على البطالة بإيجاد وسائل جديدة، والولوج إلى سوق العمل والمنافسة فيها، ولسان حالهن يقول: العمل الشريف ليس عيبا إذا كان في إطار العادات والتقاليد .. «عكاظ» تسلط الضوء على تجربة ميرزا وعمل المرأة عموما، واقتحامها بعض الوظائف التي تعد حكرا على الرجال وفق اعتقاد البعض. إدارة نسائية ذكرت حليمة مرزا، أن «الكل شجع فكرة إطلاقي مطعم المأكولات الشعبية والمعجنات والوجبات المتنوعة بأيدي نساء سعوديات وتحت إدارة نسائية، وأعجبتني الفكرة وسعيت لتحقيقها»، وتضيف: حصلت على موافقة أهل العاملات السعوديات، خصوصا أن من يدير العمل هن من النساء دون الاستعانة بالرجال، مشيرة إلى الدهشة في وجوه بعض النساء لوجود مطعم نساء في مكة يحقق لهن الخصوصية وحرية التصرف دون الإخلال بالعادات والتقاليد وفي سياق حدود التعاليم الإسلامية. هواية مفضلة من جهتها، بينت العاملة وجدان المجلي أنها تستغل هوايتها المفضلة في إحدى المطاعم النسائية الخاصة، الأمر الذي ساعدها على الإبداع والتفرد في إعداد الواجبات بمختلف الأنواع، فيما أوضحت سهير عبد الواحد وهي من مرتادات المطعم، أن المشروع يؤمن للمرأة الدخل الجيد، وقالت: «تعاني بعض الأسر من عدم وجود عائل لها، أو ربما يكون كبيرا في السن ولا يستطيع العمل، فمن خلال وجود مثل هذه المطاعم الخاصة بالنساء تستطيع الفتاة الاعتماد على ذاتها وتأمين لقمة عيش طيبة دون الحاجة لطلب المساعدة من الجمعيات الخيرية أو الشؤون الاجتماعية». وهو ما أكدته مريم محمد (40عاما)، والتي أشارت إلى أن الكثير من الفتيات بإمكانهن إيجاد الوظائف المناسبة من خلال المشاريع المماثلة وفي بيئة نسائية 100في المائة ، وخاصة في المطاعم التي تلتزم بالعادات والتقاليد، وتساعد الفتيات على استغلال إجادتهن للطبخ والحصول على الدخل المادي المناسب. الاختلاط المحتشم وأعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، أن المرأة نصف المجتمع ولا يجب تعطيل دورها، ويضيف: «يتطلب الأمر ضرورة عمل المرأة السعودية في الأعمال المحافظة على الشريعة الإسلامية دون الخلوة مع الرجال، أما في حالات الاختلاط المحتشم، والذي يكون بوجود جمهور من الناس، فإن بعض العلماء قد أفتي بجواز الاختلاط، خصوصا أن المرأة تعد نصف المجتمع ولا يمكن تعطيل هذا الدور وحصرها في المنزل إذا كانت بحاجة لعمل، ومن هنا عليها العمل في مثل هذه المشاريع كالمطاعم النسائية وغيرها. 12 مستشارة وأوضح الدكتور فاضل، أن مجلس الشورى يناقش البطالة بوجه عام، وخاصة بين الذكور لتحملهم مسؤولية الإنفاق، وأيضا على المرأة باعتبارها تسهم في بناء الوطن، وهناك 12 مستشارة يستعين بهن المجلس واخذ رأيهن فيما تتعلق بالأمور الاجتماعية، وهن يقمن بدورهن على أكمل وجه، ولا ننسى القرار الملكي بحصول المرأة على العضوية الكاملة في مجلس الشوري، وهو القرار الذي يتوقع تنفيذه بعد انتهاء الدورة الخامسة التي تبقى على انتهائها 14شهرا، عقبه ستباشر المرأة عضوية المجلس مع بداية الدورة السادسة، موضحا تشكيل لجان خاصة تهتم بهذا الشأن. وزاد: هناك فرق بين العضو في مجلس الشورى والمستشارة، فالأولى لها نفس حقوق العضو وعليها نفس الواجبات وأما المستشارة غير متفرغة وتحضر في بعض الأحيان المجلس، وتحال إليها بعض المعاملات لإبداء الرأي، وليس بالضرورة أن تحظي المستشارة بعضوية مجلس الشورى إلا إذا خضعت للشروط والضوابط المطلوبة وأيضا في حال وجود عضوات ليس هناك حاجة لمستشارات. 955 سيدة أعمال إلى ذلك، بين عضو مجلس الإدارة في الغرفة التجارية في مكةالمكرمة سعد القرشي، تقديم الدعم والمساندة لسيدات الأعمال ضمن الإمكانيات والصلاحيات، ويضيف: لدينا في غرفة مكة 955 سيدة أعمال، ودورنا يكمن في مساعدة النساء صاحبات المشاريع الخاصة، حيث نتلقى دعوات لافتتاح مطاعم نسائية خاصة، وخلص إلى القول: «الدولة تحرص على تشجيع أبناء الوطن من ذكور وإناث للارتقاء بالبلد حضاريا واقتصاديا وأيضا في كافة المجالات الأخرى».