التقيت بمدير عام لإحدى الإدارات الخدمية المهمة في المنطقة الشرقية، ودار بيننا حديث عن هموم العمل لديه والعقبات التي تواجه مراجعي إدارته والتسهيلات المقدمة لهم، وذكرته بوعوده عندما كنا طلابا في الجامعة بأنه إن أصبح مسؤولا في يوم ماء سيجعل من مراجعة إدارته نزهة للمواطن ورحلة جميلة تسعده وتفرحه. . ولكني وللأسف وجدت ذلك الزميل العزيز يبدي ألمه وحزنه لما يشاهده يوميا من مناظر محزنة تحدث في إدارته، تتمثل في تكدس المعاملات وتكاسل الموظفين في إنجازها، حتى أصبحت زيارة المراجع لإدارته ذلك اليوم حزمة من المعاناة والنكد. ويشير صديقي المدير إلى عجزه عن معالجة الخلل رغم خطابات التحذير والوعيد لكل موظف مهمل. حتى تحول مكتبه إلى قسم لتلقي شكاوى المراجعين والاستماع إلى أنينهم اليومي بفعل قصور أداء موظفي إدارته. وحكى لي قصة مسن انفجر في وجهه نتيجة تأخر معاملته أكثر من شهرين في أحد أدراج الموظفين دون أن تنجز، وكيف أنه اضطر إلى مباشرة الإجراءات بنفسه، واكتشف أن إنهاء المعاملة لا يحتاج إلى أكثر من إجراء بسيط لا يستغرق سوى دقائق معدودة. ويمكن القياس على قصة صديقي في معظم الإدارات المتعلقة بخدمة الجمهور، فهل يحتاج كل مراجع إلى «فزعة» استثنائية من المدير حتى تنجز معاملته. إن كل موظف مطالب بالقيام بمسؤولياته والاضطلاع بمهماته على الوجه الأكمل، أداء للأمانة وحقا للمراجع، وإلا فإن اعتذاره عن المهمة خير له أمام الله والناس. د. خالد علي أبو عرب جامعة الخليج العربي