خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القادة اليمنيين قبيل التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن بالقول: «اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم»، مؤطرا حديثه بأن استقرار اليمن مسؤولية جميع الأطراف. وأضاف في الكلمة التي نقلها التلفزيون السعودي البارحة من الرياض أن المملكة ستبقى عونا لجميع اليمنيين، داعيا إلى تحكيم العقل ونبذ الفرقة.. وأكمل الملك كلمته التالية: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله القائل في محكم كتابه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)، والصلاة والسلام على رسول الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الأشقاء: نرحب بكم في وطنكم المملكة التي وفقها الرب جل جلاله مع إخوتها في اليمن الشقيق ومع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، لنحتفي اليوم بما وفقكم الله إليه من تحكيم العقل، ونبذ الفرقة، وجمع الكلمة، فقد زكى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بلادكم ووصفها بالإيمان والحكمة. وأضاف مخاطبا اليمنيين حكومة وشعبا: اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم، تحتاج منكم اليقظة، وإدراك المصالح، وتحديد الأهداف، فالحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون المسؤولية، فإن اختلفا، فإن النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات لا يعلمها غير الحق جل جلاله. ولا يكون ذلك إلا بالثبات على قوله الكريم: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). وأضاف لا يدفعكم الماضي إلى متاهات الظلام، وتذكروا قوله تعالى:(عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام). وأكد خادم الحرمين الشريفين، سيبقى وطنكم المملكة كما كان في الماضي، عونا لكم بعد الله، وهذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القادمة بحكمة وصدق وشفافية. وليكن طريقكم إلى ذلك الصبر والعمل، وبدون ذلك لا مجال لتحقيق آمالكم وطموحاتكم وأهدافكم النبيلة. وختتم خطابه: «أقول قولي هذا، وأدعوكم للتمسك بقول الحق:(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». من جهته، أعلن الرئيس اليمني استعداده للشراكة والتعاون لإنجاح تطبيق المبادرة الخليجية. وأضاف «ليس المهم هو التوقيع على المبادرة إنما حسن النوايا وبدء العمل مستعد لشراكة حقيقية لبناء ما خلفته الأزمة وسأتعاون مع الحكومة المقبلة لإنجاح المبادرة». وتوقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة يفتح الباب أمام انتهاء الأزمة المستعصية التي يغرق فيها اليمن منذ أكثر من عشرة أشهر. ووقع صالح بحضور الملك عبدالله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز وكبار الأمراء في العائلة المالكة. ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. كما وقع المبادرة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد كون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. وبعيد التوقيع، وقع ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن والمعارضة على الآلية التنفيذية للمبادرة، وهي آلية مزمنة تحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن. وبموجب هذه الآلية التنفيذية، يسلم صالح صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي ويبقى رئيسا شرفيا لمدة تسعين يوما، على أن تشكل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية من المعارضة.