يقترب العام الهجري الحالي من الانصرام ليرحل حاملا بين دفتيه العديد من الهموم التي سببتها الأزمات والمصائب والكوارث الاقتصادية والسياسية والطبيعية التي اجتاحت العالم. وبالرغم من استمرار «ارتجاج العالم» في كل جوانبه واندلاع الأزمات الراهنة، إلا أن المملكة استطاعت أيضا وبكل ضبط واقتدار وبتوفيق العزيز الجبار ثم الرؤية السياسية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة أن تحافظ على الاستقرار الأمني للبلاد، فمنذ بداية عمليات الإرهاب كانت الاستراتيجية الأمنية السعودية التي حددتها واعتمدتها القيادة السياسية تنفذ باحترافية مهنية من قبل القادة الميدانيين والجنود. ففي بداية اندلاع العمليات الإرهابية صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوله: «لقد أوضحت عقب أول عملية إرهابية بأننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاماً حتى نقضي على هذا البلاء، أعتقد بأنه يجب على العالم أن يعمل يداً بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب». هذا القول الواضح للملك يبرهن على العزيمة الملكية والتصميم لاجتثاث الإرهاب، وتضمن رؤية ودستوراً مرشداً لكافة القوى السعودية في حربها على الإرهاب. ففي ذلك الشأن قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورجل الأمن الأول في المملكة، في كلمة له في إحدى المناسبات: «يا خادم الحرمين الشريفين إنني أقولها شهادة للتاريخ وحقيقة لا تنقصها الشواهد بأن موقفكم الحازم وعزمكم الجازم وتوجيهاتكم الرشيدة.. ومتابعتكم السديدة كانت هي العزوة والعزيمة في مواجهة الإرهاب ودحر الإرهابيين، بل إنها كما هي في نفوس رجال الأمن عزيمة وإصرار كانت في نفوس الإرهابيين هزيمة واندحار». لقد أثبتت قوات الأمن السعودية بل حققت أفضل معايير ومستويات الأداء التي يوصي بها فلاسفة الحرب؛ وبتراكم عملي وميداني مشهود. وتمكنت القيادات السعودية على المستويات السياسية والاستراتيجية والميدانية من كسب المزيد من الاحترام والتأييد وطنياً وإقليميا ودولياً. ترجم ذلك التعاون الوثيق بين الجبهة الداخلية ممثلة في المجتمع السعودي ومؤسساته مع قوى الأمن شأنا مشهودا نحو غاية ولحمة وطنية واحدة. أحمد الزيلعي