ارتفعت قوائم المتبرعين من الشبان والشابات بأعضائهم بعد الوفاة، إيماناً منهم بأهمية هذا الدور في إنقاذ الكثير من المرضى، هو ما أوضحه ل«عكاظ» الدكتور فيصل الشاهين مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء، مشيرا إلى أن المركز واجهه العديد من قضايا الاتجار بالأعضاء عن طريق قيام مراكز في بعض الدول بالحصول على أعضاء عدد من الأشخاص الذين هم على قيد الحياة مقابل مبلغ مالي، وأوضح أن ذلك تم القضاء عليه من خلال إغلاق تلك المراكز، وذلك وفق إعلان إستانبول الذي شاركت المملكة في صياغته، والذي نظمته منظمة الصحة العالمية، وبين الشاهين أن المركز السعودي لاحظ أن أعلى نسبة للذين يتبرعون بأعضائهم بعد الوفاة هم من فئة الشباب من كلا الجنسين. • هل لك أن تقدم لنا تعريفاً مختصراً عن المركز ودوره في عمليات الزراعة؟ جاءت فكرة إنشاء المركز بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة الرياض حينها) بما لاحظه من كثرة أعداد المرضى الراغبين في السفر للخارج لإجراء عمليات زراعة الأعضاء خصوصا زراعة الكلى، وبعد جهود وسنوات طويلة تم إنشاء المركز السعودي لزراعة الأعضاء وتأسيسه ووضع السياسة العامة لبرامج زراعة الأعضاء في المملكة من اللجان العلمية والمتخصصة، أصبح المركز مسؤولا عن متابعة هذه السياسات وتطبيقها على أرض الواقع مع مستشفيات المملكة المختلفة ومراكز الزراعة. • نود توضيح معنى التبرع بالأعضاء؟ وهل هناك سن معينة للتبرع؟ التبرع بالأعضاء هي فكرة إنسانية أساسها الإيثار وحب المساعدة وتتماشى مع القيم الأخلاقية والإسلامية، والتبرع من الأحياء الأقارب وغير الأقارب مشروط بالسن فوق 18 سنة، أما التبرع من المتوفين دماغياً فبالإمكان أخذ الأعضاء وبأي عمر شرط موافقة أهل المتوفى. • ما ضوابط التبرع التي تم وضعها؟ بالنسبة للتبرع من الأحياء الأقارب وغير الأقارب توجد لجان طبية في كل مركز زراعة تدرس كافة حيثيات التبرع من الناحية الأخلاقية والنفسية وعدم تأثير التبرع على صحة المتبرع ومع مرور السنوات من التجربة وتطبيقها نرى أن كافة المراكز ملتزمة أخلاقياً وتتوخى التأكد من عدم وجود أي ممارسة تجارية وتقييمنا أنه يشكل رافدا مهما للمتبرعين وللمرضى. وبالنسبة للمتوفين دماغياً يتم التشخيص وفق بروتوكول موثق للمركز السعودي لزراعة الأعضاء وبعد استكمال كافة إجراءات التوثيق يقوم منسق إداري بمقابلة الأهل والحصول كتابياً على إقرار بالتبرع بأعضاء المتوفى. • كيف يمكن توجيه أهالي المتوفى خصوصا المراهقين للتبرع بأعضائه؟ نسعى من خلال توجيه الأهل بأهمية التبرع في إنقاذ المحتاجين من إخواننا مرضى الفشل العضوي وتعريفهم بالفتاوى الشرعية التي تبيح وتشجع التبرع بالأعضاء كعمل إنساني وأخلاقي يتماشى مع الشريعة الإسلامية وثوابه عند الله كبير إن شاء الله. • كيف يمكن نشر ثقافة التبرع بين المراهقين والمراهقات؟ يمكن ذلك من خلال إدخال مفهوم التبرع بالأعضاء وزراعتها ومفهوم الوفاة الدماغية ضمن البرنامج الدراسي في المدارس، وقد بدأت بعض مدارس وجامعات المملكة تطبيق ذلك في مناهجها الدراسية. ويقوم المركز سنوياً باستقبال طلاب وطالبات من الصفوف الثانوية ويتم تعريفهم بأقسام المركز ويتم توزيع المطبوعات وبطاقات التبرع بالأعضاء إضافة إلى الهدايا التذكارية وتأتي هذه الزيارات في إطار خطط المركز للتواصل مع طلبة المدارس والجامعات لشرح مفهوم التبرع بالأعضاء وزراعتها داخل المملكة، كذلك للمركز مشاركات سنوية في مهرجان الجنادرية، وتوجد مشاركة إعلامية في المركز مع مختلف الهيئات ذات العلاقة لإيصال الرسالة التوعوية والتثقيفية للمركز. • هل تضم قائمة المتبرعين مراهقين وشبابا؟ وأيهما أكثر الذكور أم الإناث؟ نعم تضم قوائم المتبرعين مراهقين وشبانا، وقد لاحظنا الحماس الكبير لدى الشباب في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وخلال عملنا أكثر من 18 عاماً في هذا المجال كان التبرع من الذكور والإناث دون فارق ومن الطرفين، فلا يمكن فصل الذكور عن الإناث في حب العطاء والإيثار ومساعدة المحتاجين والمرضى. • هل توجد صعوبة في تقبل الأهالي للتبرع بأعضاء أبنائهم؟ لا توجد معارضة خصوصاً عند المتبرعين الأحياء الأقارب، وحتى عند غير الأقارب يوجد العديد جداً من المتبرعين، وتتركز المعارضة فقط عند التبرع بعد الوفاة لأسباب متعددة نعمل على إيجاد حلول لها وحصلنا على حالات تبرع كثيرة. • ما نسبة الخطر في حالة عدم تقبل الجسم؟ في الوقت الراهن وبفضل تطور الأدوية التي تستخدم بعد الزراعة من أجل تخفيض نسبة رفض الأعضاء نلاحظ حالياً نسبة نجاح كبيرة جداً في زراعة الأعضاء تتجاوز ال95% من مجمل حالات الزراعة. • ما الصعوبات التي تواجهكم وتعيقكم في عمليات التبرع وما هي الحلول؟ تكمن الصعوبات في شح التبرع مقارنة بعدد المرضى المتزايد جداً والذين هم بحاجة إلى زراعة وهنا يحتاج برنامج الوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء إلى تضافر جهود جميع العاملين في المجال الطبي والإداري من أجل تخطي العوائق التي قد تواجهه ما يلي: إدخال مفهوم التبرع بالأعضاء وزراعتها ومفهوم الوفاة الدماغية ضمن البرنامج الدراسي في كليات الطب المختلفة وقد بدأت بعض جامعات المملكة تطبيق ذلك في مناهجها الدراسية. إدخال مفهوم التبرع بالأعضاء وزراعتها ومفهوم الوفاة الدماغية ضمن برامج التدريب والتعليم المستمر في المستشفيات المختلفة، وهذا ما يسعى إليه المركز السعودي لزراعة الأعضاء من خلال إدراج محاضرات خاصة بالوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء ضمن برنامج التدريب المستمر في مستشفيات المملكة. زيادة الكادر المدرب من المساعدين الطبيين على الإسعاف الأولي في مكان الحوادث وإدخال مفهوم التبرع بالأعضاء ومفهوم الدماغية ضمن برامج التدريب الخاصة بهم. ونستخلص من كل ذلك أهمية دعم المركز السعودي لزراعة الأعضاء من قبل كافة قطاعات المجتمع نظراً لما يقدمه من خدمة صحية داخل المملكة لمرضى الفشل العضوي النهائي. حيث أن تطوير عمل المركز يعتبر مكسباً حضارياً مهماً فريداً من نوعه في العالم الإسلامي. • هل واجهتم من قبل قضية الاتجار بالأعضاء؟ نعم وقمنا بخطوات عديدة للقضاء على هذه الظاهرة، فمثلا المركز لا يقوم بإرسال المرضى للخارج إلا في بعض الحالات الخاصة المستعصية غير المتوفر علاجها والتي تضاءلت جداً، أما الزراعة التجارية فلا يوافق المركز السعودي لزراعة الأعضاء على مثل هذه الممارسات حيث يعتبرها غير أخلاقية، كما تفتقر إلى أبسط الشروط الصحية وهذا ما يؤثر على سلامة المريض المتلقي لزراعة عضو وكذلك المتبرع ومستقبله الصحي. وقد تمت مراجعة تلك التنظيمات في العديد من الدول من قبل منظمة الصحة العالمية وذلك وفق إعلان إستانبول الذي شاركت المملكة العربية السعودية في صياغته والذي يعمل على وجوب إغلاق تلك المراكز، حيث يخضع المتبرعين الأحياء في تلك الدول للسمسرة ويحصلون على مبالغ زهيدة جداً. الزراعة للكلى في الخارج أصبحت مقفلة تماماً خصوصاً بعد إعلان إستانبول لمنظمة الصحة العالمية، وننصح بعدم السفر، حيث كانت تجري بشروط غير صحيحة عدا الأمور الأخلاقية، ونؤكد مجدداً على أهمية الاكتفاء الذاتي في تأمين متبرع قريب أو غير قريب وفق ضوابط موضوعة وضمن سعي المركز الحثيث لزيادة حالات التبرع خصوصاً من المتوفين دماغياً. • ما دور القطاع الخاص في دعم المركز؟ دور مهم يقوم من خلال التبليغ للمركز بحالات الوفيات الدماغية الموجودة في العنايات المركزة لديهم ويقوم المركز من خلال فرق طبية بالتعاون مع الأطباء في هذه المشافي من أجل توثيق الحالات وأخذ موافقات الأهل للتبرع. أيضا يسهم القطاع الخاص في إجراء عمليات زراعة الكلى تحت إشراف المركز السعودي لزراعة الأعضاء. • ما أبرز ما واجهتموه من رفض التبرع من الأهل ولماذا؟ - لوحظ أن نسبة كبيرة من أهالي المتوفين دماغياً تصل إلى 92% يوافقون على التبرع بالأعضاء إذا عرفوا أن ذلك رغبة المتوفي دماغياً، بينما تنخفض هذه النسبة إلى حوالي 40% إذا لم يعرفو بذلك، ولزيادة التوضيح أيضاً توجد صعوبات عديدة تواجه برنامج التبرع بالأعضاء في حالة الوفاة الدماغية بين من رفضوا المبدأ قد ترجع إلى أسباب ومعتقدات دينية كما يراها هؤلاء الأشخاص، ويوجد أشخاص رفضو لأسباب نفسية أو شكل رفض الأهل عامل ضغط لرفض التبرع.