تحدث إلى «عكاظ» عدد من المخرجين السينمائيين العرب الشبان الذين فازوا بالمراكز الأولى في مهرجان تروب فست أرابيا السينمائي الذي نظم في أبو ظبي أخيرا عن أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية في مشوار السينما الطويل وهو المدى الذي اختطوه لمستقبلهم الفني، وهذا المهرجان الذي نظمته أبو ظبي بالتعاون مع مديره ومؤسسه الاسترالي جون بولسون فاز بجائزته الأولى العراقي جاسم محمد جاسم في فيلمه «سرب النجوم» تخرج جاسم من أكاديمية الفنون الجميلة، فرع النحت، ويعمل في مطبوعات رساما، إلى جانب عمله في إحدى شركات الإعلان في بغداد في الرسوم المتحركة إلى جانب موهبته في الإخراج، بالإضافة إلى عمله في صناعة الأفلام التي يشارك بها في المهرجانات.. وفي لقاء لنا معه بعد إعلان اسمه فائزا أول في المهرجان قال ل «عكاظ» : من الآن أستطيع التركيز أكثر في التطلع والأمل الذي يحدوني دائما في تحقيق فكر سينمائي طالما راودني لأن الفكرة في السينما هي ما أطاردها دوما لذا أجدني أنا من أخلق الفكرة ثم أكتب السيناريو وأقوم بالإخراج أي أنني من يضع ال «ستوري بورد» للعمل .. وجاسم بدأ عمله في مجال صناعة الأفلام في العام 2005م، بفيلم «المفتاح»، الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان العراق للفيلم القصير. أنجز جاسم فيلمه المشارك في المهرجان بزمن قياسي، ويقول: «كان من دواعي سروري أنه كان أحد الأفلام التي رشحت للنهائيات وهذا بحد ذاته جائزة أفتخر بها». وقصة الفيلم تسلط الضوء على البيئة، والتوازن البيئي والاحتباس الحراري والتعدي على مناطق عيش الكثير من الحيوانات. أما الفائزة المخرجة الإماراتية لبنى سعيد العمودي التي فازت بالجائزة الثانية عن فيلمها «الابتسامة» والحاصلة بذلك على مبلغ 7.500 دولار وفترة تدريب داخلي، فتقول: الفوز هنا أعتبره عاملا محفزا للمواصلة بشكل أستطيع فيه تلمس الخطى الأولى لتحقيق ما أفكر فيه في مشواري السينمائي. ولبنى سعيد تعمل كمحررة ومونيتيرة. وتهتم بالمواضيع التي تحرك المشاعر والتي لها معنى عميق وتكون فيها رسالة مهمة موجهة للناس. واكتسبت لبنى خبرة جيدة أثناء العمل في مرحلتي ما قبل وبعد الإنتاج. وكانت هذه تجربتها الأولى في استكشاف وتجربة كل مراحل الإنتاج، حيث كانت المخرجة والمنتجة لفيلمها المشارك في النهائيات. ويتحدث الفيلم عن الابتسامة، لتقول من خلاله إن الابتسامة تفتح جميع الأبواب، وتقول: «أعتقد بأن الكثير من الناس لا يدركون أهمية الابتسامة في حياتهم. لهذا أردت أن أزيد التوعية عن الابتسامة»... ومن ناحيته يقول المخرج السينمائي الشاب أحمد غزال من مصر الذي حقق المركز الثالث بفيلمه «بيقولوا» إنه كان متفائلا منذ المراحل الأولى لاسيما أنه كان يعمل بجهد كبير وإمكانات مادية محدودة جدا وقال إنه يتفاءل بهذين العاملين وأنهما إذا اجتمعا في فنان واحد فإنه يعطي بشكل أجود. ولا يخفي غزال خوفه مساء الإعلان عن الجوائز لمرافقة الكثير من أسرته الاسكندرانية ووالده الذي أقام في المملكة العربية السعودية طويلا ولازال على مواعيد زيارة وعمرة متعاقبة إليها، وقال: كنت أخشى أن أحرج مع كل هؤلاء إذا لم أحقق مركزا متقدما، والحمد لله كان الحصول عن المركز الثالث «رضا» والحمد لله. غزال حصل على مبلغ نقدي قيمته خمسة آلاف دولار أمريكي مع إمكانية تعديل ألوان فيلمه القصير في twofour54.. أحمد غزال، من مواليد الاسكندرية في 1986م. تخرج من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. في الاسكندرية وعرف أحمد بعشقه للإخراج والإنتاج منذ صغره، وعمل كمخرج مساعد مع عدد من المخرجين المصريين والعالميين، كما أخرج أغنيات فيديو كليب وإعلانات تجارية وأفلاما تسجيلية. ويتحدث فيلمه «بيقولوا» المشارك في المهرجان عن الإشاعة وتناميها وانتشارها. كما يستعرض الفيلم خطورة المواقع الاجتماعية وتأثيرها على المجتمع. صور الفيلم على مدار ثلاثة أيام وفي عدة أماكن في الإسكندرية .. وكان مهرجان تروب فست أرابيا قد استقبل أفلاما قصيرة بنوعية عالية من مختلف الدول العربية، وذلك رغم انطلاقة المهرجان بنسخته العربية في عامه الأول، وهذا يدل على الطاقات الإبداعية المميزة المتوفرة في المنطقة .. ويذكر أنه تم اختيار 12 فيلما لنهائيات المهرجان من قبل مدير ومؤسس المهرجان جون بولسون وأحمد حلمي، المدير المشارك لمهرجان تروب فست أرابيا، استنادا إلى أصالتها، علما أن بعض المخرجين المشاركين في المهرجان يقدمون أفلامهم للمرة الأولى. ويقدم تروب فست أرابيا بدعم من twofour54 وتقدمه MBC2، وهو جزء من نشاطات برنامج «يا سلام» الترفيهي والاحتفالي في أبو ظبي .. وتضمن المهرجان جائزتي أفضل ممثل وممثلة وفاز بهما علي سلوم ودانا دجاني. كما كان الممثل الأردني إياد نصار واحدا من أكثر النجوم ضيوف كواليس المهرجان حركة ونشاطا، واحتفى به كثيرون من رواد المهرجان .. إياد يقيم في مصر منذ ثلاث سنوات مضت وحقق نجومية جميلة في مشواره مع الفن.