«يا رب بكرة إجازة»، «يا رب يصير أي شيء ويصير الأسبوع الجاي إجازة»، تسمع هذه الجمل الدعائية وأنت ما زلت في إجازة، تلك التي جاءت متتابعة أكثر من أي مرة سبقت؛ بظروف الشهر المبارك رمضان، واليوم الوطني، وإجازة عيد الأضحى هذه، وبعض إجازات المدن المحددة: الرياض ووفاة الأمير سلطان، الدمام وانبعاث غاز المصنع اللامبالٍ بجواره من الأحياء السكنية، على سبيل المثال، ومع ذلك تتتالى الدعوات من أفواه الصغار، والكبار أحيانا على حد سواء، بأمنية أن يهبهم الله إجازة ما. ولو توافقنا أن ثمة مشكلة في هذا الخصوص، فإن المرجو هنا قبل إدراج الحلول، أو التفكير فيها، التأمل قليلا في أسباب بروز هذه الأمنية، في وقت كل أيامه إجازات، حد أن يقول أحدهم: نحتاج إجازة من الإجازات. ولربما تكمن المشكلة من قبل مواسم الإجازات المتتابعة، في مدى القبول النفسي لهذا (الدوام) مدرسيا كان، أو غير ذلك. ولو اقتصرنا على الدوام المدرسي تحديدا، كون الإيعاز بالذهاب لا يقابله ملموس مادي كمرتب الوظيفة آخر الشهر مثلا، فهل يمكن التفكير بأن يكون الأمر معكوسا: يشبه الذهاب إلى المدرسة ابتداءً أمرا مشوقا ومزدحما ومفعما بالبهجة كما هو الحاصل كل يوم عند جرس الخروج الأخير (الصرفة)؟. ما السبب إذن، هل هي (تكشيرة) المعلمين وحاملي عصا الضرب، حتى الآباء يفعلون ذلك في البيت، هل هو جمود المناهج، وقد أصبحت ملونة وملأى بالصور والإشارات الجميلة، هل هي كثرة الواجبات والطلبات. ماذا إذن، أم أنه ميل الإنسان غالبا، والطفل تحديدا لعدم التأطير المكاني والزماني، وحب الحرية والخروج والدخول متى ما شاء الإنسان. كل هذا وارد وأكثر منه، لكن التفاصيل المتبقية، تكمن في ماذا يجد الطفل أمامه هنالك من مبهجات؛ من تقبل لبراءته واستتباع لها، من بسمات صباحية وترحيبات أبوية، من معلمين مقتدرين على زرع بسمة صباحية كل يوم، من البعد عن العبوس كمظهر للتهذيب والضبط، ماذا على سبيل التمثيل الأيسر والأبسط عن الفناءات الواسعة والمملوءة أزهارا وورودا وأماكن جلوس نظيفة ومرافق ألعاب مهيأة، عن مبان مجهزة لكل ما يجعل الطفل غادٍ إلى مدينة سعادة تعليمية متكاملة، لا غرف مزدحمة لمالك بيت لم يجد من يستأجره سوى وزارة التعليم. ولنا في نموذج المدارس (النموذجية) ذات اليوم الدراسي المتكامل خير مثال لارتباط الطالب بها وإمضاء يومه كاملا بها دون تأفف ولا دعوات صادقة بإجازة قادمة. تهيئة المكان، هي ما سيهب حيز الزمان مرورا سريعا، لا يشعر الطالب معه إلا بأسف انتهاء هذا الموسم الجميل، وشعف انتظار الموسم القادم الأجمل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة