غادر حجاج بيت الله الحرام المشاعر المقدسة أمس في مشهد مهيب تعمه السكينة والأمان، بعد أن أدوا شعائر الركن الخامس دون أن يعكر صفو شعيرتهم شيء ولله الحمد. غادروا المشاعر المقدسة منهم من يتوجهون إلى المسجد الحرام ومن ثم يغادرون إلى المدينةالمنورة، ومنهم من سيغادرون إلى بلدانهم سالمين غانمين أجرهم بإذن الله. اكتظت شوارع مكةالمكرمة بملايين الحجاج المغادرين بهدوء وسلام وكأنهم يصادقون على نجاح موسم حج هذا العام، وأنهم أدوا النسك كما يتمنون. أثبتت المملكة أنها قادرة على إدارة شؤون الحج بامتياز ونجاح منقطع النظير، رغم ما أثاره البعض من توجسات لتسييس الحج ولاحتمال تظاهر حجاج بعض الدول المضطربة ورفع الشعارات السياسية في المشاعر المقدسة، إلا أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان واضحا منذ البداية، مؤكدا أن المملكة لن تتهاون مع كل من يريد تعكير صفو حجاج البيت العتيق، وأكد الأمير خالد الفيصل أنه لا مجال للفوضى والعبث بأمن الحج، وكان ما قالاه واقعا ملموسا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومر الحج بسلام ولله الحمد وبدون تسجيل حادثة واحدة مما توجس منه البعض، الأمر الذي يعكس حجم المكانة التي توليها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، وتعي تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها لخدمة الحجاج وأنها قادرة على حماية أمن الحج والحجاج وتقديم الأفضل لهم في المستقبل، ولن تتوانى في ردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن ضيوف الرحمن.