قبل أقل من أسبوع وتحديدا عندما بلغ عائلة الشهيد فرمان علي خان نبأ تكفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحجهم، ضج البيت كله بالبكاء، إذ لم تعتقد الأسرة، ذات الدخل المحدود، أن تطأ أقدامها يوما أرض مكةالمكرمة لرؤية الكعبة المشرفة وأداء فريضة الحج. يقول والد فرمان «علي خان» ل «عكاظ»: عندما سمعنا الخبر كان بمثابة المفاجأة لنا من ناحية ومن ناحية أخرى كان تخفيفا لوقع المصاب بفقد ابننا الغالي، والذي كان يعدنا سنة بعد أخرى بتحقيق حلمنا في أداء الفريضة قبل أن يعاجله القدر». ويضيف علي خان «الاستضافة خففت الكثير من الآلام والحزن الذي حل بأسرة الشهيد والاهتمام الكبير من خادم الحرمين وسام فخر وشرف لنا، وهذا الأمر يعكس مدى متانة العلاقات السعودية الباكستانية». ويوضح أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بهم كان منقطع النظير، فقد ودعنا السفير السعودي في إسلام آباد لدى مغادرتنا المطار قادمين إلى المملكة وكذلك حظينا بحفاوة الاستقبال الكبير، لكن هذا ليس غريبا على قيادة المملكة التي تربطها بباكستان علاقة قوية ومتجذرة للغاية. ويروي شقيقه عزيز، الذي يعمل في جدة وتحديدا في منطقة الكيلو 13، قصة تلقيه خبر غرق أخيه الشهيد فرمان خان، قائلا «منذ أن سمعت زخات المطر الهاطل بشدة ذلك اليوم، كنت منشغلا بتذكير أصدقائي ممن كانوا يسكنون معي في الغرفة بقصة نوح عليه السلام، حينما غرق قومه في الطوفان، ولكني تذكرت أخي فرمان فاتصلت به لأحذره من الخروج في هذا الوقت العصيب لإدراكي بأنه ومنذ صغره يحب الخروج في مثل هذه اللحظات». وأضاف «لكنه لم يستمع إلى توجيهي وخرج إلى بقالته، وعندما رأى من يطلبون النجدة أنقذ 14 نفسا وغرق، ثم اتصل بي شخص من جنسية عربية كان فرمان قد استودع عنده محفظته وهاتفه الجوال ريثما ينتهي من عملية إنقاذه، وقال إذا كنت تعرف صاحب هذا الهاتف فتعال لأنه غرق في مهمة إنقاذ، عندها حضرت مباشرة إلى الموقع لأجد أخي صريعا». ويواصل عزيز علي خان شقيق فرمان حديثه قائلا «أخي فرمان، رحمه الله، كان معروفا منذ صغره بحبه لنجدة الناس، فقد أنقذ عائلة من حريق في منزل في باكستان برفقة والدي، عندما كان فرمان في سن 16، اقتحم النار لسحب اسطوانة الغاز من المنزل حتى لا يستفحل الحادث وأصيب بحروق عدة في جسمه، شفي منها بعد عامين إثر ثلاث عمليات جراحية أجراها، ثم قدم إلى المملكة للعمل في سن 26». وعندما سألنا والده عن سبب تسميته بهذا الاسم ومعناه، قال إن «اسم فرمان معناه المطيع، وكنت أتوسم فيه ذلك وكان بالفعل مطيعا مستجيبا بارا بوالديه، وكان حسن الأخلاق ومتسامحا مع الكل».