قبل نحو ثلاثين عاما زار المدينةالمنورة الأستاذ أنيس منصور وهناك التقى بفضيلة الشيخ أحمد ياسين خياري نائب مشيخة القراء والخطاط، ومدير المدرسة السعودية للقريّات بالمدينةالمنورة، حيث زاره في مكتبته وتحاور معه في شتى الموضوعات. ثم قال فيما كتب بعد ذلك أن الشيخ أحمد خياري كتلة من التاريخ يجب الحفاظ عليها. وكما ذكرت في مقال سابق أن أخي الأستاذ سامي إلياس قد تفضل بإهدائي حزمة من مؤلفات الشيخ الخياري سأستعرضها لاحقا، وها أنذا أفي بالوعد مستثمرا فرصة عيد الأضحى للابتعاد عن القضايا العامة بما ينفع من العلوم المختلفة التي تحويها الكتب. أول هذه المؤلفات كتاب «تعميم النفع بتبسيط القراءات السبع» وقد صدر في جزءين يقول السيد أحمد ياسين أحمد الخياري في المقدمة مما يفصح عن المحتوى: «فإن القرآن الكريم من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين لا سيما إذا كان يؤدى بالقراءات السبع لذلك رأيت أن أضع كتابا يؤدي فن القراءات السبع بصورة سهلة مختصرة مبسطة أكتب فيها الآية القرآنية الكريمة ثم أقفي عليها بأدلتها من متن الشاطبية العظيم من أصول وفرش ثم أعقب على ذلك بإيضاح الأحكام مبسطة سهلة ميسورة الفهم لكل طالب نبيه. ثم أذكر تسلسل الروايات وهو أهم قسم في هذا الباب ثم أنتقل منها إلى غيرها. ولي قبل ذلك مقدمات تسهل على طالب فن القراءات فهم أحكام الروايات قراءة قراءة ورواية رواية مع تحريرات خاصة بورش العظيم وأخرى خاصة بأحكام الوقف على الهمز لحمزة وهشام وثالثة تخص الإدغام الصغير والكبير ورابعة تخص الممال إلى غير ذلك مما يحتاجه طالب هذا الفن العظيم». وفي كتاب «عجائب المقروءات وغرائب المسموعات» والذي ضم بين دفتيه مجموعة من المقالات والمرويات وفي المقدمة يقول السيد الخياري: إن للأفكار جولات صادقة في بعض مسائل يترتب عليها معظم مهام الحياة على أن هذه الأفكار الجوالة لا توهب إلا لأشخاص معدودين في العالم خصيصين قديرين يمنحهم الله أفكارا عالية وأفهاما مستقيمة وأذواقا سليمة وذكاء وقادا وقريحة حادة صافية وعقلا كاملا، وهؤلاء الأشخاص الذين اصطفاهم الله من خلقه وخصهم بهذه المزايا السامية يتفاضلون بعضهم البعض بحسب نزعاتهم وميولهم وأفكارهم، فكل له مشرب يرتاح إليه ضميره وطريق يسير فيه ولا يقبل غيره وخطة اختطها لنفسه لا يروق في نظره الفذ غيرها، (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات). (وكذلك زينا لكل أمة عملهم)، (كل حزب بما لديهم فرحون). وكل أمة من الأمم السابقة واللاحقة اختار الله منهم رجالا يحملون تلك العقول التي لا تطمئن إلا إلى معالي الأمور ولا تتطلب إلا كل راق، وعلى قدر ارتفاع العقول واقتدار حامليها في الأقوال والأفعال يكون ارتفاع قدر أمتهم وتقدمها إلى المجد والرقي والحضارة والعمران، فهم بمثابة الأطباء للأمة». وسنواصل غداً استعراض بقية مؤلفات الشيخ الخياري. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة