افتتح المؤتمر السنوي لمنتدى الاقتصاد العربي للبيئة، الذي ترعاه «عكاظ» في بيروت، أمس بتوجيه أحر التعازي للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، بوفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز. وأكد رئيس المؤتمر عدنان بدران في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «الاقتصاد الأخضر في عالم عربي متغير»، على ضرورة توفير السبل لمعالجة نقاط الضعف في الاقتصادات العربية لتخفيض الفقر وتحقيق الأمن وتوزيع أكثر عدالة للمداخيل، مشيرا إلى أن العالم العربي يواجه تحديات بيئية كبيرة، فحصة الفرد من المياه العذبة تتناقص إلى حدود الخطر ويفتقر 45 مليون نسمة إلى مياه نظيفة وخدمات صحية مأمونة ويعمل لبنان جادا لحماية ثروته المائية ومنها برامج تحسين الكفاءة وتخزين المياه. وأضاف أن الأمن الغذائي يشكل تهديدا كبيرا بسبب سوء الزراعة وانخفاض كفاءة المياه ما رفع فاتورة الغذاء فوق حدود 30 مليار دولار في السنة الأمر الذي سبب عجزا كبيرا وأرهق الموازنات، فيما لا تزال دول المنطقة تعتمد أساليب ملوثة لإنتاج الطاقة وتواجه المنطقة العربية التمدد العشوائي للمدن الذي يقضي على المساحات الخضراء. من جانبه قال وزير البيئة اللبناني ناظم الخوري إن العالم يشهد، كما عالمنا العربي، تخبطا في محاور التنمية المستدامة الثلاث البيئة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد، مشيرا إلى أن الاقتصاد مرتبط ارتباطا عضويا بالبيئة وبموازينها التي تمثل مصدرا لكل إنماء زراعي وللمواد الأولية لكافة أنواع الصناعات، كما تمثل البيئة الركن الأساس للسياحة المستدامة. وأضاف أن الأرقام تؤكد أن الكلفة السنوية للتدهور البيئي في المنطقة العربية خلال العام 2006 وصلت إلى 67 مليار دولار أمريكي أي ما يمثل حوالى أربعة في المائة من إجمالي الناتج القومي العربي وحوالى عشرة أضعاف حصة العالم العربي من تجارة الخدمات والسلع البيئية، وهذا الأمر يؤشر بوضوح على واقع غير مقبول. واليوم فهي تبلغ بين 90 ،95 مليار دولار أي بفترة لا تتجاوز الخمس سنوات نرى أن حوالى 50 في المائة حجم الكارثة التي تحصل في المنطقة تزداد. وقال إن التدهور الحاصل على مستوى الموارد الطبيعية في العالم العربي إلى جانب تراجع المبادرات الجدية لحل هذه المشاكل ومواكبة الحركة البيئية والاجتماعية الاقتصادية عالميا، يحثنا على الاستعجال في وضع آلية متنوعة ومتكاملة على مستوى المنطقة تهدف إلى تعزيز الواقع البيئي فيها.