عاصر الشيخ إبراهيم بن أحمد بن مريسل، من بلجرشي، عهد الملك عبدالعزيز، إذ كان يعمل وقتذاك في جباية الزكاة من الحبوب وإيصالها إلى بيت مال المسلمين على ظهور الدواب أو سيرا على الأقدام. وجمعته مواقف عدة مع الأمير الراحل سلطان، وروى ابن مريسل ل «عكاظ» جانبا منها معبرا عن حزنه العميق برحيله، ويقول إنه عرف سلطان الخير طيبا ودودا مسرعا في الخيرات، لم يره قط عابسا، كانت ابتسامته الكبيرة تغمر الجميع. ويتذكر أنه قال له ذات يوم «يا شيخ إبراهيم أنت خدمت الوطن منذ صباك، أنت عزيز علينا، لك كل التقدير والاحترام»، ويضيف ابن مريسل أن للأمير سلطان يرحمه الله أعمال خير كثيرة، لا يعرف عنها الناس لأنها حدثت في السر. ويضيف «عندما كنت التقي الملك عبد العزيز والملك سعود أصادف الأمير سلطان موجودا في مجلسهما، ولم أره عابسا منذ فجر صباه حتى رحيله، وعندما التقيه كان يقوم من مجلسه للسلام علي في تواضع جم.. لم يحدث أن حياني جالسا في مقعده». ويتذكر إبراهيم بن مريسل قصة ذلك الرجل الذي طلب من الأمير مالا لإتمام زواجه فأكرمه الأمير ثم عاد الرجل وطلب سيارة فأعطاه.. وبعد لحظة صمت قال الرجل مخاطبا الأمير لدي الآن عروس وسيارة فأين أسكن؟ ضحك الراحل ومنحه ما أراد. كان يرحمه الله يسعد بخدمة المحتاجين ومساعدتهم، ولذلك حزن لرحيله الصغير قبل الكبير. وأضاف ابن مريسل أن تواضعه وحبه للخير حببه لجميع الناس، وللأسف لم أره منذ مدة طويلة لاستقراري في بلجرشي وبسبب كبر سني، وستبقى ذكراه العطرة في قلوب كل المواطنين.