أعرب صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة عن بالغ الحزن والأسى لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه. وقال «خبر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز أكبر من أن تعبر عنه الكلمات، فلقد كان واحة من واحات الخير والطيبة والكرم، وكانت حياته كلها مسخرة لخدمة دينه ووطنه وأمته الإسلامية والعربية، فالفقيد، يرحمه الله، كان رمزا يحتذى في التفاني من أجل رقي أمته العربية والإسلامية، وتحقيق أهدافها والوصول بها إلى أرقى المستويات». وأشار الأمير تركي إلى أن إنجازات الأمير سلطان، يرحمه الله، الإنسانية وأعماله الخيرية تتحدث عن نفسها ويشهد بها الجميع في الداخل والخارج، فقد كان رجل البيئة الأول في المملكة والعالم العربي والإسلامي، وكان الساعد الأيمن لقائد هذا الوطن، رعاه الله، وهو رجل الخير والإنسانية، فله من الخير والعطاء الذي يشهد به الجميع في أقصى الأرض. وأضاف الأمير تركي بن ناصر «لقد بذل الأمير سلطان الكثير من العطاء من أجل خدمة الإنسانية جمعاء، حيث كان، رحمه الله، يتمتع بجملة من الصفات امتزجت مع معايير شخصيته لتجعله من أبرز رموز الأمتين العربية والإسلامية ومواقفه في خدمة الأمة الإسلامية لا تخفى على أحد». وبين أن الراصد لحياة الأمير سلطان بن عبدالعزيز يجد أن دعمه المتواصل لكل أعمال الخير قد لمسها أبناء الشعب السعودي في جميع أنحاء الوطن، ولعلي هنا أشير إلى دوره في دعم مسيرة العمل البيئي والإرصادي في المملكة، فهو مؤسس البيئة السعودية ورجل البيئة الأول في المملكة والعالم العربي والإسلامي، وقد نال العديد من الألقاب والأوسمة والجوائز في هذا الخصوص، فسموه، رحمه الله، لم يبخل يوما في تسيير كل ما من شأنه رفع مستوى حماية البيئة وصون مواردها في المملكة وعالمنا العربي والإسلامي. ومضى الأمير تركي قائلا، إن «اهتمام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالبيئة لم يكن ترفا أو وجاهة إنما إدراك ووعي منه بأن الحفاظ على البيئة وحمايتها بات ضرورة إنسانية ملحة تنعكس تداعياتها على الإنسان بصورة مباشرة وتمس حياته في كل مناحيها وتجلياتها، فضلا عن تأثيرها على عملية التنمية بكافة صورها، لذا? لم يكن مفاجئا أن يتم اختيار الأمير سلطان ضمن عشرة شخصيات عالمية تعمل من أجل الحفاظ على بيئة كوكب الأرض، فضلا عن اختيار سموه مرتين رجل البيئة العربي الأول». ونوه الأمير تركي إلى أن الأمير سلطان أدرك أن الحفاظ على البيئة ليس عملا مؤسسيا فحسب، بل إنه مسؤولية فردية أيضا، لذا أكد على أهمية العمل الجماعي بين أفراد المجتمع والمجتمعات المختلفة للحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث، وشدد على أن توازن البيئة الطبيعية مرهون بحرص الأفراد على إدراك مسؤولياتهم المشتركة نحوها وتقليص ما يمكن أن يلوثها أو يستنزف مواردها، وأن مشاركة كل فرد في المجتمع بفكره وجهده لإعمار بيئته والحفاظ على موروثه سيؤثر إيجابا في الارتقاء بالشأن البيئي. وأكد الأمير تركي أن العالم العربي والإسلامي والدولي خسر داعما قويا وأحد صناع القرار في كل ما من شأنه دعم العمل البيئي، لقد كان للدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة للجهة المسؤولة عن البيئة في المملكة (الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة)، وخاصة من الأمير سلطان بن عبدالعزيز الأثر الواضح والملموس وذلك إدراكا بأهمية البيئة والحفاظ عليها، ففي ظل التطور والاهتمام الداخلي والدولي بالعناصر البيئية وتأثيراتها على الخطط التنموية الطموحة والتفاعلات بين التنمية وصون البيئة وبين التلوث والتدهور من جراء النمو والتوسع الاقتصادي السريع. الأمير تركي بن ناصر خلص الى القول «إننا اليوم ننعى رجلا بذل حياته في خدمة بلده ودينه، فكرس نهجا ومدرسة لن ينساها الكثيرون في الوطن وخارجه، إنها مدرسة سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في الخير والعطاء وخدمة الإنسانية، وظل محافظا عليها حتى آخر يوم في حياته، فابتسامته المعهودة التي لم تغب كانت هي أجمل تعبير لفقيدنا الغالي، فرغم آلامه ومتاعبه ظل يرسم لمن حوله ابتسامة التفاؤل وحب الخير».