طوت ليبيا حقبة معمر القذافي.. انتصر الشعب .. فالطاغية لم يعد موجودا بات ذكرى.. المدن الليبية تعيش عرسا وطنيا من بنغازي مرورا بأجدابيا وصولا إلى جبل الزاوية، ونزولا حتى مصراتة وسرت وما قبلها طرابلس الغرب، ومع سقوط العقيد القذافي، فإن سلسلة من الأسئلة سيجد الليبيون أنفسهم في مواجهتها..ماذا بعد القذافي؟.. المستقبل .. الدولة .ليبيا المتسامحة أم ليبيا الانتقام؟ «عكاظ» حملت هذه الأسئلة إلى الثورة الليبية بوجهها السياسي من خلال وزير الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام والعسكري عبر قائد قوات المجلس الانتقالي في طرابلس عبد الحكيم بلحاج. وزير الإعلام محمود شمام وفي زحمة الفرحة بسقوط القذافي ومقتله رسم ل «عكاظ» صورة الغد الليبي فقال: «ليبيا مع مقتل الطاغية، تكون قد طوت صفحة أليمة من تاريخها، وطويت صفحة الكتاب الأخضر، صفحة عانى منها الليبيون الكثير من القهر والظلم والعذاب. وبفضل إصرارهم على الانتصار والخروج من هذا الكابوس وتقديم الأرواح والدماء للوصول إلى الحرية تمكنوا من فتح صفحة جديدة في حياتهم وهذه الصفحة لن تقوم إلا على العدالة والحرية وحقوق الإنسان. والعالم كله سيتفاجأ بالشعب الليبي وهو ينتقل وبشكل سريع من مرحلة القتال إلى مرحلة البناء للدولة المدنية العادلة. وأضاف الوزير شمام ل «عكاظ»: «مرحلة البناء ليست سهلة ونحن نقر أن هناك مصاعب كثيرة؛ لكن الشعب الليبي بإذن الله قادر على تجاوزها، ورئيس المجلس الانتقالي السيد مصطفى عبد الجليل كان واضحا منذ البداية بالتمسك بحكم القانون، وإرساء العدالة، فالشعب الليبي تواق للعيش بسلام وما قدم من شهداء سيكون أمانة في أعناقنا جميعا». وختم الوزير شمام ل «عكاظ»: «الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد الكثير من الخطوات التي ستؤكد على المسار السياسي الصحيح، الذي ستسلكه ليبيا إن عبر تشكيل حكومة مؤقتة، أو عبر عقد مؤتمر للحوار بين كل أطياف الشعب الليبي». في المقابل وعلى الجانب العسكري يقول عبد الحكيم بلحاج قائد قوات المجلس الانتقالي في طرابلس ل«عكاظ»: «بعد مقتل الطاغية معمر القذافي وسقوط نظامه المستبد، من المؤكد أن ليبيا ستكون أفضل والمخاوف على مستقبل ليبيا التي نسمعها من البعض مضخمة، وغير مبررة لأن الشعب الليبي شعب مؤمن وملتزم بكتاب الله وسنة نبيه، وهو شعب محب ومسالم، فرغم كل المجازر والجرائم التي ارتكبها هذا النظام بحق شعبنا في كل المدن الليبية فإن الثوار تعاملوا بإنسانية وبخلق كبير مع سكان المدن الليبية عندما جرى تحريرها لم تحصل سرقات ولم تحصل عمليات نهب ولا عمليات انتقام». مختتما القول: «إن الشعب الليبي متكاتف مع بعضه، ومتمسك بالانتصار الذي تحقق، ولن يفرط به من أجل مصالح خاصة».