مما يؤسف له أشد الأسف.. أن الغرب الأجنبي لا يقارع العرب ويتحداهم باختراعاته.. العلمية والتكنولوجية فقط، بل أصبح يقارعهم ويتحداهم بمجموعة من القيم والأخلاقيات وحقوق الإنسان المراعاة عندهم حتى مع أعدائهم عندما تكون المسائل للعرض أمام.. المشاهدين من العالمين! خذوا مثلا.. ما أطلق عليه المفكرون العرب وصف (الربيع العربي) المشهود هذه الأيام.. وما هو إلا موت الربيع!! حيث شهد هذا الربيع المأسوف على معناه.. جانبا آخر مسكوتا عنه.. يتعلق بما وصلت إليه أخلاقيات العرب ومفاهيمهم... وممارساتهم وكيف اختلفت كل الاختلاف عما هي عليه في شرائعهم وتاريخهم وثقافاتهم!!مثلا.. قارنوا بين مقتل بن لادن ومقتل القذافي! بن لادن قتله خصومه الأمريكان الذين أخذوا على عاتقهم يمين الانتقام منه بعد «غزوة مانهاتن»!! وكانوا كما يقولون للناس يكرهونه كرها جما! وعندما تمكنوا منه وقتلوه.. لم يمثلوا بجثته وامتنعوا عن السحل والتنكيل والتمثيل والتعذيب ولم يسمحوا بتصويرها وتوزيع صورها مشوهة على العالم!! كل ما فعلوه أن ألقوا به في البحر وهو جثة هامدة أجريت لها مراسم الدفن على الطريقة الإسلامية!! بينما القذافي لم يقتله كما قيل غير أبناء شعبه الذين لم يكونوا أعداءه بل كان منهم من يصطف واقفا على الجنبين في طريق يمشي فيه ذلك الطاغية في سيارة مكشوفة رأسه كله في الهواء الطلق آنذاك لم يتقدم بطل واحد برصاصة تصيب الرأس الواضح للعيان والمكشوف للجميع! كانوا يصفقون له ويهللون ويتبادلون الهتاف المثير بحياة الزعيم ملك ملوك أفريقيا! وتسير سيارته بين الجموع الغفيرة مكشوفة في طريقه إلى النهر العظيم! هذه هي الشعوب!! ويوم أن أعطت قوات أجنبية القوة جاءت الثورة وأدت إلى مقتل الزعيم رأينا الصور حيث كانت كاميرات الجوالات الشخصية تتسابق لالتقاط صور الجثة العارية الصدر كل منهم يود أن يلتقط الصورة الأكثر فضائحية والأكثر دموية ثم توزعت الصور ووجد الإعلام العربي ضالته وخرج إلينا هو الآخر متخليا عن رسالته ووظائفه وكأنه هو البطل.. الفاعل وظهرت الكتابات الإعلامية العربية تستعمل بدلا عن الأقلام السواطير والمشاعيب والسياط والكرابيج وتفرقع في الهواء عبارات طائشة تدل على التشفي والشماتة تاركة أثرا أسود في النفوس الظامئة إلى تطبيق القيم والأخلاقيات ولا تظمأ للرقص على الجثث ولا اللطم على خدود المروءة والارتقاء!! كتابات ما عندها دم ليس فيها للحياء أثر ولا مكان لديها.. للأخلاق المتعارف عليها عند العرب الذين كانوا يعفون عن التنكيل بالجثث بل ويترفعون عن قتال الخصم وهو طريح الأرض!! إنني ضد القذافي حيا لكنني لست ضده ميتا! وأريده ليسقط لكنني لا أريد أخلاقنا معه تسقط! كلنا ضد الطغيان لذا لا يجب أن نمارس ما نحن ضده!! للأسف شعار العالم من حولنا هذه الأيام.. لا تقتربوا من العرب أخلاقهم سم قاتل!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة