على الرغم من جهود وزارة التربية والتعليم في سبيل تطوير المناهج الدراسية إلا أن البعض أصابته الخيبة وهو يرى الطرق التي تدرس بها تلك المناهج والبعيدة كلية عن التطوير أو تغيير نمطية التلقين وكثافة الواجبات المنزلية والتي تتولى الأسر إنجاز أغلبها لتضمن بعد ذلك ما سمي بملف إنجاز الطالبة! وعلى الرغم من بعد محتوى ذلك الملف عن قدرات التلميذات ووضوح جهد الأهل في زخرفة وتزيين محتوياته إلا أن المتابعين لبرامج التطوير في المدارس يشاهدون تلك الأعمال ويدركون خلفياتها لكنهم يتقبلون الأمر ويزيدون عليه بالثناء على المعلمة طالبين منها الاستمرار في حشو الملف ليصبح مجلدا ضخما يضاف إلى حقيبة الطالبة المكتنزة بالجديد المطور من العلوم المعارف. وحقيقة إنها شكوى مريرة تجاهر بها الأسر لعلها تصل إلى القائمين على تطوير المناهج ليناقشوا هذه المسألة التي لا تسهم في شيء يمكن أن يفيد إلا أعباء إضافية تتحملها الأسرة كي تفي بمتطلبات تنفيذ تلك الأعمال والتي لا تستطيع كل الأسر توفيرها تبعا لإمكاناتها المادية والمعرفية. قد يتذرع البعض ببساطة تلك الخامات التي لا تخرج في حد زعمه عن مطوية أو مجسم يحوي بعض الألوان والأشكال، وإن سلمنا جدلا بأن الغالبية تستطيع توفير ذلك وهذا أمر فيه مغالاة إلا أن السؤال الملح ما هي الفائدة التي تجنيها التلميذة من تلك الأعمال غير وضعها في ملفها الخاص بينما جهد البحث والتعلم قام به الأهل في ظل عدم قدرة الصغيرة على القيام بتلك الواجبات وهي لم تتعلم الحروف الهجائية بعد فكيف لها أن تصمم مطوية تضم كلمات وجملا. ومع أن المعلمة لا تجهل الأمر لكنها تصر على طريقتها في جعل الأم أو الأخت في المنزل تقوم بدورها، والمشكلة الأكبر أن هناك أمهات لا يتقن استخدام جهاز الحاسب الآلي لتبحث وتصمم بل بعضهن لا تفك الحرف أصلا لذا يتم اللجوء للمكاتب القرطاسية التي بدورها تستغل الوضع بما يحقق لها الربح. كثيرا ما طرحت تلك الملاحظات على المعلمات وكانت الذريعة أن ما يقمن به هو نفسه ما نصت عليه طرق التدريس الحديثة للمناهج المطورة التي تركز على كم الإنجاز لا نوعه وطرق تنفيذه بل إن المشرفة عند زيارة المعلمة لا تطلب سوى ملف الإنجاز ليكون هو المقياس لمستوى الطالبة. المتعارف عليه أن التدريس الفاعل والمطور في دول العالم هو ما يركز على ورش العمل داخل حجرة الصف وتشارك الطلاب مع المعلم في البحث عن المعلومة أو رسم الشكل وتنسيق الألوان وذلك يرسخ المعلومات أكثر في الذهن ويساعد في اكتشاف القدرات وملاحظة الفوارق فيسهل معالجة الضعيف منها وتعزيز القوي والجيد.. إن وجهة نظر الكثير منا تعزو الإخفاق في تدريس المناهج المطورة إلى قلة تدريب وتأهيل الكوادر التعليمية لتواكب الجديد حين أن غالبيتها يجدون صعوبة في فهم محتوى تلك المناهج فكيف بتدريسها ؟ وهم من ظلوا سنوات عديدة على منهج وطريقة واحدة لذا عجزوا عن التعاطي مع الجديد بل إن هناك من يدرسه بالطريقة الخطأ. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة