في الحياة تتماوج تجارب الناس وتتمازج اتجاهات البشر وأمزجتهم وتقلباتهم وتحولاتهم فيها، تجد نفسك أمام مختبر كوني وإنساني ذلك أن الحياة بقدر ما هي تجربة وفهم وغوص في نعيمها وجحيمها في شؤونها وشجونها وفي أتونها وفي واقع ووقائع هذه الحياة وبكل ما تحمله من مواجع وفواجع هي بالمقابل كتاب مفتوح بسيط وعميق فيما تقف على السطح ينبغي عليك أن تدخل في العمق لترى ماذا تعني هذه الحياة وماذا تعني هذه الكائنات البشرية التي تمثل واجهة هذه الحياة من هم في الهامش ومن هم في المتن من هم في المقدمة ومن هم في الخلف وسوف تكتشف أن ثراء الحياة هو في الهامش لا في المتن والواجهة، في الأمكنة البعيدة في الناس البسطاء ومن هم في الصفوف الخلفية من هم في القرى والأماكن المهمشة هؤلاء هم طعم الحياة وملحها هؤلاء هم وجه الحياة وواجهتها الذين يمثلون البساطة ولكنها البساطة العميقة. ودائما ما كنت أتساءل هل قدم الإعلام في بلادنا صورة حقيقية عن الواقع الاجتماعي والحياتي وفي المقابل هل غاص الكاتب الروائي والقاص الباحث في تناولاته ومعالجاته في هموم وهواجس هذا الواقع أم ظل هذا التناول وهذه المعالجة تقفان على السطح دون ملامسة احتراقات الواقع الغني والثري الذي يراه من هم خارج الحدود، إنه من الغنى والثراء ما يمكن أن يكون محل أسئلة كبرى وكتابات كبيرة ومثيرة. وفي اعتقادي أن الإعلام في بلادنا بما فيها الصحافة لم يقدم الصورة الحقيقية والعاكسة عن المجتمع وبالتالي لم يعكس الإبداع الأدبي بما فيه القصصي والروائي المكان في الحياة السعودية ولم يقدم حياة المهمشين الذين يقفون داخل المدن وفي أطراف هذه المدن وكذلك في الأطراف البعيدة عن مدن المركز ذلك أن المجتمع من الثراء والعمق ما يجعله مادة خصبة وعميقة للكتابة. وفي اعتقادي أن الإبداع السعودي القصصي والروائي والدرامي لم يذهب بعيدا وعميقا في الواقع في كل تشظياته وتجلياته بل إنه ظل على السطح ولم يذهب إلى العمق ذلك أن هناك تحولات اجتماعية مفصلية عاشها المجتمع السعودي من القرية إلى المدينة ومن مرحلة ظهور النفط إلى مرحلة المدنية بكل مظاهرها ورموزها.. أين هو العقل السعودي من قراءة هذه التحولات فكرا وثقافة وإبداعا ثم عبر الدراسات الاجتماعية والفكرية والنفسية التي تقرأ المجتمع من الداخل. إذن من يذهب إلى تلك البساطة العميقة في الحياة المعيشية والاجتماعية عن المهمشين والبسطاء في المجتمع من يعبر ويكتب عن هؤلاء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة