في المرحلة الابتدائية تم استبدال أساليب التقويم لقياس مستوى الطالب بأساليب أخرى بدلا من قصرها على الاختبارات التحريرية، وذلك مراعاة لأسباب تربوية وتعليمية كثيرة أخذت في الاعتبار. وقد تنوعت أساليب التقويم وأخذت صفة الاستمرارية، كما أنها تميزت بأن المعلم يمكنه بواسطتها قياس جوانب متعددة من حياة التلميذ الدراسية وشخصيته، وهذا مرهون بقدرة المعلم على تنويع أساليبه، وأساليب تدريسه للمهارات والعلوم والمعارف. وبحسب وجهة نظري، تعد أهم خطوة يجب على المعلم امتلاكها «مهارة مساعدة تلاميذه على اكتساب العلوم والمعارف والمهارات»، ثم تليها «قدرته على القيام بخطوة تقويمهم»، لمعرفة مدى إتقان طلابه. فمن المهم تعريف التلاميذ بالمهارة المراد تدريسها، ونحن نسميها مجازا بالمهارة، وإلا فالمهارة هي عبارة عن درس يتضمن معلومة أو معرفة أو مهارة من المهارات اللازم تعلمها، وأن يقوم المعلم بتدريب التلاميذ على المهارة تدريبا كافيا، ليبدأ التلاميذ في ممارسة المهارة بإتقان، بعد أن دربوا عليها دون تدخل مباشر من المعلم. فيما خطوة أخرى تحتاج من المعلم أن يختار الأداة المناسبة من أدوات التقويم المستمر لتقويم كل تلميذ بما يناسب المهارة المراد تقويمها «الاختبارات بنوعيها، الملاحظة، التدريبات، الواجبات، التقارير، المشاريع، ملف الإنجاز للطالب،... إلخ»، وقد يكون التقويم مباشرا بعد انتهاء الدرس، وقد يكون بعد فترة زمنية منه، فيعطى التلاميذ فرصة لممارسة المهارة حتى إتقانها، أي بعد يوم أو أكثر، أو في الحصة المقبلة، على سبيل المثال «آيات من القرآن الكريم» بعد أن يكون المعلم شرحها ودرب التلاميذ على تلاوتها، أو ساعدهم بطريقة ما على حفظها إن كانت مقررة الحفظ، فقد يكتشف المعلم أن بعض التلاميذ لديهم القدرة على تلاوتها أو تسميعها بعد انتهاء الدرس، فمن حقهم أن يقوم المعلم بتقويمهم ويعد ذلك معيارا لقياس التميز بين تلاميذه «سرعة إتقان المهارات»، وإن لم يكن إتقانهم للآيات بالشكل المطلوب، فلا يعد ما قام به معهم تقويما نهائيا، ويعد المعلم تلك المحاولات من تلاميذه لإتقان المهارة محاولة يشكرون عليها، ويشجع الآخرين للقيام بما قام به زملاؤهم. محمد بن إبراهيم فايع