تابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حادث تسرب الغاز في أحد المصانع في المنطقة الصناعية الأولى في الدمام، ودعا لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل للمواطنين والمقيمين أقصى درجات السلامة والطمأنينة وبذل الجهود من قبل جميع الأجهزة الحكومية لعودة الأوضاع إلى طبيعتها. وأوضح مدير عام الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء محمد الغامدي أن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وأمير المنطقة الشرقية وجها باتخاذ كافة الوسائل التي تحقق مستوى السلامة، لافتا أنه جرى تضافر الجهود في كافة القطاعات لإزالة آثار التسرب. وأبان الغامدي أن العمالة التي جرى إجلاؤها من كافة المنطقة الصناعية الأولى لن يعودوا للعمل إلا بعد التأكد من سلامة الأوضاع، ومن المتوقع أن يسمح لهم بالعودة غدا السبت في ظل مصادفة ذلك موعد الإجازة الاسبوعية. وعن عودة التيار الكهربائي، قال اللواء الغامدي إنه ستتم إعادة الكهرباء تدريجيا إلى المصانع بعد التأكد من اختفاء الغازات بشكل تام . وأوضح المقدم منصورالدوسري الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية، أن المختصين يعملون حاليا على تفريغ الخزان الذي يبلغ طوله ثمانية أمتار تقريبا من كامل الغاز، مبينا وجود 11 ألف جالون من غاز «الإي بوكس» داخل الخزان. من جهته، قال مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس أن جميع طلاب المدارس التي جرى تعليق الدراسة بها أخيرا في 16 حيا مجاورا لموقع حادثة التسرب سيعودون إلى مدراسهم غدا، مؤكدا أن هذا القرار يأتي بعد استقرار الأوضاع وانجلاء الغازات المنتشرة في الجو بنسبة كبيرة. وكشف الناطق الإعلامي للمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية سامي السليمان عن ارتفاع الحالات المتضررة من انتشار الغازات إلى 17 حالة، بعد أن استقبل مستشفى النساء والولادة في الدمام البارحة الأولى ثلاث نساء وأحد المقيمين تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفى، مبينا أن الحالات المصابة بالأمراض المزمنة من الربو والحساسية بشكل عام راجعت المستشفيات أمس الأول بلغت نحو 270 حالة من دون تحديد أن يكون للغاز المتسرب دور في مراجعة كل هذا العدد للمستشفيات. وتوقع مدير الدفاع المدني أن يتم الانتهاء من عمليات القضاء على تسرب الغاز المنبعث من مصنع شركة الشرق الأوسط الهندسية في الصناعية الأولى في الدمام بعد أن توقعت غرفة العمليات أن يستغرق 48 ساعة من بداية التسرب. وأشار اللواء الغامدي في تصريح خاص ل «عكاظ» إلى أن الخطورة في تهريب الغاز من المصنع تلاشت بنسبة 90 في المائة حتى الساعة 11 من صباح أمس. وكشف اللواء الغامدي عن مشاركة أكثر من 15 جهة حكومية عبر تواجد الكثير منهم في غرفة العمليات، حيث ساهم ذلك في احتواء الموقف، موضحا تباين الحالات في عدد الإصابات الناتجة عن التسرب بين الحين والآخر. وأشار مدير دفاع الشرقية المدني إلى أن «عدد الحالات حتى اليوم بلغ 28 حالة بما فيهم ثلاث حالات من أفراد الدفاع المدني، وتم علاج جميع الحالات في المستشفيات وخرجوا حينها بعد أن تم إعطاؤهم العلاج اللازم». ونوه اللواء الغامدي إلى أن جميع الإصابات تم علاجها بالأكسجين فقط دون أي أدوية أخرى، بالإضافة إلى عودة المصابين من رجال الدفاع المدني إلى موقع الحادث للمشاركة في العمليات وهم بصحة جيدة بعد تلقيهم العلاج. وعن وجود أي تسربات أخرى خلال فترة التعامل مع هذا التسرب من المصانع الأخرى، نفى الغامدي وجود أي تسرب آخر مضاعف من المصانع القريبة من منطقة الحادث، مؤكدا في الوقت نفسه السيطرة الكاملة على المواقع الأخرى، حيث أعطت القراءات المتوالية للمنطقة نفسها نتائج مطمئنة جدا، وقلل من وجود تأثيرات أخرى. وعن أكبر العوائق التي واجهها الدفاع المدني أثناء هذه العمليات، أكد الغامدي أنهم لم يواجهوا أي عوائق ميدانيا إلا آلاف الاتصالات التي تلقتها غرفة العمليات في الدفاع المدني من المواطنين والمقيمين، حيث وصل عدد تلك الاتصالات إلى 6000 استفسار، تباينت عن الاستفسار عن الحالات والوضع الحالي في المنطقة وهل المواد المنبعثة خطرة أو هل نتوجه للمدارس، فحينئذ نوجههم بضرورة متابعة وسائل الإعلام، حيث سببت هذه الاتصالات بعض الإرباك لغرفة العمليات، معتبرا أن هذه الاتصالات أيضا مثمرة لتقييم الوضع. وعن القراءة الحالية لسبب هذا الحادث وهل هو إهمال من المصنع في اتباع وسائل السلامة أو غيره، كشف الغامدي عن التوجيه بتشكيل لجنة مشكلة للتحقيق في هذا الحادث، ومن خلالها سيتم الإعلان عن سبب ذلك واتخاذ الإجراء اللازم حينها.