أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أن النسيج الاجتماعي في المملكة متماسك، وأن هذا التماسك نابع من أهمية تفعيل دور الأسرة في المجتمع. وأبان أمير القصيم لدى إطلاقه البارحة الأولى الملتقى الخامس لجمعيات الزواج والأسرة في المملكة، أن مثل هذه الملتقيات تساهم في دعم آليات العمل الاجتماعي الذي يعد من أهم الروافد في حياة الأمم والأوطان، داعيا في نفس الوقت إلى تفعيل مخرجات الملتقى حتى تتم الاستفادة في دعم برامج الاستقرار الأسري وحصد ثمار الأسرة السعيدة. وقال أمير القصيم «يشرفني أن أنقل لكم جميعا أيها الإخوة تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الذي يقدم لأبناء هذا الوطن وبناته كل ما يسعدهم في مسيرة حياتهم في المحافظة على أمنهم واستقرارهم، وباسمكم جميعا وباسم بنات وأبناء المنطقة أرفع إلى خادم الحرمين الشريفين الشكر والتقدير والعرفان على هذه العطاءات». وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للملتقى مدير عام جمعية أسرة في بريدة الدكتور محمد السيف، أن عمل جمعية الزواج والرعاية الأسرية تخدم كل أفراد الأسرة، وتقدم خدماتها لجميع فئات المجتمع، مبينا أن الجمعيات تقدم معونات مقطوعة قيمتها عشرة آلاف ريال، وقروضا ميسرة للأسر المنتجة بقيمة 30 ألف ريال، وبرامج تأهيلية للمقبلين على الزواج? ودورات للآباء والأمهات، وكذلك الإدارة المالية للأسر، وخدمة التوفيق الخيري والمساعدة في البحث عن الزوج أو الزوجة، بالإضافة إلى تقديم خدمات ما بعد الزواج من الاستشارات الأسرية والاهتمام بالإصلاح الأسري بدلا من الترافع ومحاولة إزالة النزاعات. وأكد مساعد رئيس محاكم منطقة القصيم الشيخ سليمان الربعي رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة، أن هذا الملتقى يعد دعما قويا وطريقا نيرا للجمعيات المشاركة لما تحتوي عليه ورقات العمل المقدمة من جودة في الطرح وسمو في الهدف وخبرة وتخصص في المشاركين، مقدما شكره للمشاركين والداعمين والحضور، متمنيا أن يصل الجميع إلى الهدف المنشود وهو خدمة الأفراد والأسر والمجتمع، منوها بدعم أمير المنطقة ونائبه للملتقى وتسهيل مهماته. وألقى مدير عام جمعية وئام للرعاية الأسرية في الدمام الدكتور محمد العبدالقادر كلمة الجمعيات والجهات المشاركة في الملتقى، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الجمعيات الخيرية وجمعيات الزواج خصوصا? تحديات معقدة ومتسارعة، فأحداث العالم جعلت الأسرة على قمة اهتمام الدول ونحمد الله أن جاءت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطة التنمية التاسعة معززة ومؤكدة لهذا الخيار، لافتا إلى أن قادة القطاع الخيري ينظرون للقائمين على الشأن الاجتماعي نظرة أمل وتحمل للمسؤولية، مقدما شكره للقائمين على الملتقى. ثم ألقى مستشار وزير العدل الدكتور ماجد الماجد كلمة معدي وملقي أوراق العمل في الملتقى قائلا: لقد وفقت اللجنة في اختيار شعار الملتقى «تحديد الاستراتيجيات وترتيب الأولويات»، فهي هادفة إلى صناعة روح جماعية وتكاملية بين جمعيات الزواج وتنمية الأسرة لضمان استمرار التعاون والتكامل بينها وإلى تقريب الاستراتيجيات والتوجهات العامة بين هذه الجمعيات وفق الأولويات الاجتماعية والأسرية المعاصرة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب المتميزة في الشأن الأسري. من جهته، أوضح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية عبدالعزيز الهدلق أن هناك 614 جمعية خيرية و89 مؤسسة خيرية خاصة تتولى دعم آليات العمل الخيري، موضحا أن الدعم المخصص لهذه الجمعيات يبلغ نحو 450 مليون ريال سنويا. وأبان أن هناك تركيزا على البرامج الأسرية والإرشاد الأسري، وأن جمعيات الزواج قدمت خدمات جليلة منها تكوين الأسرة التي هي نواة المجتمع وأساسه لتحقيق التكافل والاستقرار الأسري، موضحا أن نشر ثقافة الأسرة الصحيحة والإرشاد الأسري تجد الدعم من الوزارة خاصة مع التغيرات في المجتمع، وذلك بإنشاء مراكز تدريبية متخصصة، كما تحرص الوزارة على مثل هذه الملتقيات التي تعرض تجارب ناجحة. يشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود حضر افتتاح الملتقى، وفي ختام الحفل سلم أمير القصيم شهادة الآيزو العالمية للجودة لرئيس مجلس إدارة جمعية أسرة الشيخ سليمان الربعي، التي حصلت عليها الجمعية أخيرا، فضلا عن تكريم الرعاة والمشاركين في الملتقى.