أن تفوز امرأة عربية بجائزة من الطبيعي ألا يتقبل العالم العربي الذكوري هذا الخبر، فالمرأة وإن بدا للأقلية من الذكور أنها كائن مستقل بذاته، إلا أن الغالبية ورغم محاولاتهم الواعية لإخفاء نظرتهم الدونية، فهم في حواراتهم الذكورية وفي لحظة سخرية من الآخر يقال له «ما عندك ما عند جدتي» كتحقير لقدراته الذهنية، وأن المرأة ما هي إلا كائن ناقص ومملوك، فيما الجد يمثل تجليات الحكمة. يرتفع الجدل أكثر ويثير المخاوف إذ تأتي الجائزة من الغرب، وتصبح الجائزة مؤامرة على الأمة إن رافق المرأة العربية «توكل كرمان» امرأتان إحداهما تقول بعد فوزها بالجائزة «ثوربون ياغلاند»: «لا يمككنا تحقيق الديموقراطية والسلام الدائم في العالم، إلا إذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال». فالديموقراطية وحقوق المرأة، مصطلحات استطاع البعض ربطها بالمؤامرة علينا، وأصبح ترديد واحد منها يعني أن هناك مؤامرة تحاك للأمة. لهذا جاءت ردود الفعل على فوز اليمنية الرائعة «توكل»، بأن هناك مخططا لتهيئة اليمن لحكم «بلقيس» الجديدة، أو محاولة للتغريب، وبدل أن تدفع الجائزة الرأي العام العربي لمعرفة أفكار «توكل»، أصبح الحوار حول ما الأهداف الخفية لمنح هذه المرأة التي بالتأكيد سمعت من السياسيين جملة «ما عندك ما عند جدتي»، فما الذي أخفاه هذا الجدل البيزنطي؟. منذ 2007م وهذه المناضلة والحقوقية الرائعة «توكل» تجوب طرقات اليمن والعالم العربي مع رفاقها، وتطالب بحرية التعبير الكرامة مناهضة الاستبداد المواطنة المتساوية تعايش الأديان والمذاهب القبول بالآخر نبذ ثقافة الكراهية والعنف بين أبناء الوطن، ليحصل العالم العربي في نهاية المطاف على مجتمع إنساني سوي. هذه كل مطالبها التي كانت تنادي بها، والتي أظن أنها مطالب الغالبية، فهل تتحاور الشعوب العربية حول كيف يمكن أن يحققوا أهدافهم/أهدافها، أم سيستمروا بنبش القبور للقبض على بلقيس لإفشال مخطط التغريب؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة