أرجع إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس تقهقر الأمة وعجزها عن بلوغ رسالتها العالمية إلى انصراف الناس إلى الماديات وقال: «في عصر الماديات وانصراف الناس عن الدين الحق تغلغلت في الأمة آفة الانفصام بين العمل والقول، وقد كان ذلك سببا في تقهقر أمتنا، وعجزها عن بلاغ رسالتها في العالمين». وأضاف الشيخ السديس في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس «إخوة الإيمان: ولتحقيق معالم الكمال الربانية، للشخصية المسلمة السوية، جاء الإسلام بجمهرة من الضوابط الخلقية والفكرية، والآداب النفسية والاجتماعية؛ لاستبقاء التدين حقا جليا في الجنان، وحقيقة مثمرة في الأركان»، وأردف «إن مما ينسلك في ازدواج الأقوال مع الفعال المزايدة على قضايا المرأة، وإثارة النقع حولها من قبل الفضائيات المأجورة، والأقلام المسعورة، التي تظهر القول النفيس، وتبطن الزيف والتدليس»، موضحا أن «الشريعة الغراء كفلت للمرأة مكانتها الاجتماعية، المؤثرة والفاعلة». وتطرق إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته إلى ما يجري في بعض البلدان العربية من قمع لشعوبها فقال: «إن العالم ليحدوه الأمل في هذه الديار المباركة في استئناف تنفيذ مبادرة قيادة هذه البلاد الكريمة الحكيمة في حقن دماء المسلمين ونزع فتيل القمع والتقتيل، للأبرياء المضطهدين، والعزل المقهورين، لما لها بفضل الله من الثقل السياسي، والتقدير الدولي العالمي». وأوضح الشيخ السديس أن السبيل الوحيد لانتشال أمتنا الإسلامية من براثن الازدواجية والانفصام، هي إحكام التوافق والانسجام بين الفعال والأقوال، وبناء الشخصية القدوة الحسنة التي سرها كجهرها، مبينا أن من شأن ذلك أن تستعيد الأمة سالف عزها ومجدها. وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن من أعظم النعم نعمة العقل الذي يميز به الإنسان بين الحق والباطل وبين الخير والشر ويميز بهذا العقل بين النافع والضار، وأشار إلى أن العقل غريزة ونور وقوة أودعه الله بدن الإنسان يدرك به الصلاح من الفساد ويدرك به المعلومات الصحيحة النافعة والمعلومات الخاطئة ويفرق به بين الذوات ويناط به التكليف الذي يترتب عليه الثواب والعقاب، والعقل مقره القلب كما دل على ذلك الكتاب والسنة. وزاد الشيخ الحذيفي «إن مما يتصل بما نحن فيه من الانتفاع بالعقل وتحكيمه بتجرد في الأمور ما وقع في هذا الأسبوع من فتنة في قرية من قرى شرق المملكة قام بها شباب مغرر بهم استخدموا في هذه الفتنة دراجات نارية وقنابل وقاموا بإثارة شغب وفوضى روعت المواطنين الذين في تلك القرية فقام رجال الأمن المجاهدون في سبيل الله المرابطون لنصرة الإسلام المتصدون لفتنة كل مجرم مفسد يريد أن ينشر الفوضى ويمس أمن المواطنين والمقيمين قاموا بإطفاء تلك الفتنة الخاسرة الخائبة وأصيب بعض رجال الأمن شفاهم الله من جراحهم وأثابهم أحسن الثواب على صدهم للباطل ودحرهم للمفسدين». واستنكر الشيخ الحذيفي هذا العمل المفسد وهذا الإجرام الشنيع قائلا: «إننا نعلم بأن هؤلاء الرعاع والغوغاء لو حكموا عقولهم وفكروا في القبح وشناعة الفوضى والتخريب وفكروا بعقول متجردة من الهوى بعواقب الأمور لما ارتكبوا هذه الجرائم».