حقيقة وجدتها في المجتمعات الخليجية، وهي عدم ثقة النساء بجدارة غيرهن من النساء. بعد قراءة بعض الاستفتاءات، والحوار مع الكثير من النساء، أجد أن معظم هؤلاء النسوة، يفضلن الذكور في مجال الطب، ويتجنبن النساء منهن بحجة أن (الذكور) هم الأقدر على أداء هذه المهنة بكفاءة أكبر، إلا أن الجانب الشرعي لدى بعضهن يدفعهن لمراجعة الطبيبات رغما عنهن!، ويفضلن الذكور في مجال الإرشاد الأسري والنفسي أيضا، بحجة سعة الخبرة وسهولة التقبل والتعامل معهن، بعكس المختصات اللاتي يبدون متجهمات غالبا، وكذلك الحال في مجال الخدمات العامة لأنهن يرون أن النساء لا يحبذن تقديم الخدمة للنساء!. بيد أنني عندما أتحدث عن هؤلاء النساء، فأنا أتحدث عن النساء اللاتي جعلن هدف المساواة والمطالبة بحقوق المرأة من أعلى أهدافهن، ذات النساء اللاتي قضين معظم الأوقات في جدال قضية أحقية المرأة في تولي المناصب القيادية والسياسية وخلافها. قد يقول البعض بأن لهؤلاء النسوة الحرية التامة في اتخاذ آرائهن واعتقاداتهن الشخصية في تفضيل من يشأن، ولكنني أعتقد أن هناك خللا جسيماً في سير الأمور على هذا النحو، فكيف لهن أن يتقبلن النجاح من غيرهن من النساء ويدعمنه، في حين أنهن رغم كل ما يطالبون به من حقوق، يملكن ثقة مسبقة بعدم جدارة النساء عموما وتمكنهن من أداء المهمات الصعبة والأقل صعوبة أيضا!. كيف يستطيع هؤلاء النسوة تمثيل النماذج التي يطالبن بإنشائها والجديرة بالتقدير بكفاءة ومسؤولية، وليست لديهن الثقة بذلك أساساً!. أنا هنا أتحدث عن نظرة اجتماعية سلبية، لا يمثلها مجموعة كبيرة من النساء فحسب، بل للذكور نصيب جيد في تكوينها. لم تكن مسببات هذا التشاؤم والتذمر المستمر من النساء للنساء ضربا من الخيال، بل يمثل جزءاً كبيراً من الواقع، بالإضافة إلى ما أدى إليه من مظاهر، مثل مجالس النساء الممتلئة بقصص الفشل على جميع الصعد، والمسلسلات التي تمثل هذا المجتمع النسائي وتوضح الصورة السلبية بجودة واحترافية، ومشاهدة أحداث متتالية من الفشل الاجتماعي والعملي والسياسي تسبب بها عدد من السياسيات في بعض الدول. أنا لا أكتب لأقلل من دور الرجل ومدى قدراته ومقارنتها بقدرات المرأة، ولكن علينا نحن النساء قبل أن ننادي بحقوقنا القيادية، أن نثق بنون النسوة أولا، من خلال معرفة مدى قدراتهن على تحقيق الكثير، حتى نصل أخيرا إلى التنفيذ الفعال، والجدير بالسعي والمطالبة. رائدة فؤاد نهاري